اتساع رقعة المجازر الوحشية وافتعال الاقتتال بين الأوزبك والقرغيز في جنوب قرغيزستان

طباعة

اتسعت دائرة المجازر الوحشية ضد الشعب الأعزل في جنوب قرغيزستان لتشمل الأوزبك والقرغيز جميعاً، وتنتقل من مدينة أوش إلى مدينة جلال آباد وإلى المدن والقرى المجاورة.

وبدأت الأخبار العاجلة والكثيرة تنشر في المواقع الإخبارية الروسية والقرغيزية والأوزبكية متتالية نقلاً عن شهود عيان وصحفيين من مواقع المواجهات العنيفة. وقبل ساعات قليلة هاجم العديد من الشبان المسلّحين مجهولي الهوية على موقع حربي في ناحية "كوغارت" بمدينة جلال آباد (وهي من أشهر وأكبر مدن جنوب قرغيزستان وتشتهر بقوة الصحوة الإسلامية وكثرة الدعاة إلى الله)، واستولوا على عربات ومدرعات عسكرية بالإضافة إلى مزيد من الأسلحة المتنوعة، ثم توجهوا إلى عمق مدينة جلال آباد، وإلى مدينة "سوزاق" المجاورة، فيما تدوي أصوات النيران وطلقات الرصاص في مختلف أرجاء المدينة.

كما استولى المسلّحون المجهولون على نقاط التفتيش في مداخل مدينة جلال آباد، وبدءوا يطلقون نيرانهم على كل من يحاول الفرار أو يأتي لمساعدة الناس.

وأما الجامعة الأوزبكية والحي المجاور لها والتي يقطنها الأغلبية الأوزبكية فقد تم إحراقها ولم يبق فيها ساكن حي، فكل أهالي الحي إما أنهم قتلوا أو لاذوا بالفرار إلى مناطق بعيدة خوفاً على حياتهم.

وأما الحدود الأوزبكية القرغيزية فقد اضطرت السلطات الأوزبكية أخيراً لفتح أجزاء من حدودها بسبب التدفق الهائل للاجئين الأوزبك الهاربين من جحيم المجازر في مدينة أوش وجلال آباد وقاراصو وغيرها، فقد استطاع أكثر من ألفي شخص من عبور الحدود إلى داخل أوزبكستان، وبعض المصادر تقدر عدد من تمكنوا من الهرب إلى أوزبكستان بستة آلاف لاجئ أوزبكي، معظمهم من النساء والأطفال والشيوخ.

وأما الأوضاع الراهنة في مدينة أوش التي شهدت أعنف المجازر خلال اليومين الماضيين فكأن الأحداث قد خفت قليلاً، إلا أن الناجين من هذه المجازر الرهيبة في مدينة أوش بدءوا يكشفون مدى فظاعة الجرائم الوحشية التي ارتكبت في بضع ساعات، حيث تم إحراق أغلب أحياء المدينة ولم تسلم المساجد ولا المدارس من طغيان الهمجيين، وأن حوالي خمسة آلاف مسلّح قد عاثوا فيها فساداً ونفذوا أبشع المجازر بحق المواطنين العزّل وقتلوا كل من يقف مع عامة الشعب حتى ولو كان من القومية القرغيزية.

المصدر: أوزبكستان المسلمة



شارك على فيس بوك