خبر وتعليق أسطورة المساواة في أمريكا (مترجم)

طباعة
خبر وتعليق
أسطورة المساواة في أمريكا
(مترجم)
 
الخبر:
 
خلال الأيام القليلة الماضية، حظيت حملة "حياة السود تهمّ" في أمريكا باهتمام وسائل الإعلام بما في ذلك وسائل التواصل مع عدة أصوات تحاول فهم خطورة تزايد وحشية الشرطة ضد السود.
 
#BlackLivesMatter هو منتدى على شبكة الإنترنت يهدف إلى بناء الروابط بين السود وحلفائنا لمكافحة العنصرية ضد السود، لإثارة الحوار بين الناس السود، وتسهيل أنواع الاتصالات اللازمة لتشجيع العمل الاجتماعي والمشاركة.
 
التعليق:
 
مهما اعتبرت أميركا نفسها بأنها دولة حديثة أو متقدمة، فهي دائما تعود إلى القضية نفسها على أساس العرق: أسود أو أبيض. وتجري مناقشة تفوق البيض لأنه يحمل دلالة سلبية عن البيض حيث يمكنهم ارتكاب ألوان الظلم دون عقاب والتمتع بنوعية حياة أفضل من السود. والانتقال إلى تفوق البيض الذي يعطي الناس البيض شعوراً بالسلطة على الأجناس الأخرى ببساطة بسبب لون بشرتهم الفاتح، كثير من الناس يدعي أن البيض يحملون سلطة غير معلنة على السود، مما يجعل السود يأخذون حقوقهم بأيديهم مثلما رأينا على مدى الأسابيع القليلة الماضية من الحالات المبلغ عنها عن استخدام الشرطة القوة المفرطة في جرائم بسيطة أو سلوكيات يساء تفسيرها على أساس العرق وقد قضى الكثير نتيجة وحشية الشرطة.
 
وقد تسبب هذا في رد فعل عنيف في المجتمع على الرغم من أن أمريكا تروج حقوقاً متساوية، دون تمييز، وقوانين صارمة ضد التحيز العرقي أو الإثني، ولكن المواقف في الحياة اليومية هي إثبات على أن العداء تجاه عرق آخر لا يزال كما كان عليه خلال عام 1960 (الفترة المعروفة بحركة الحقوق المدنية).
 
وقد تفاقم الحرمان المستمر لكونهم عرقاً آخر على عدة مستويات في المجتمع، بدءًا من العلاج والتعليم غير العادل في وقت مبكر حول إعداد الأطفال الأبرياء في دوامة من الفشل في كثير من الجاليات في الولايات المتحدة إلى ميدان العمل وقيود ملحوظة ونظم السجون التي تظهر بوضوح قمع السود نسبة إلى البيض. يعتقد الكثيرون من عناوين مثل أول طبيب أسود أو الرئيس الأسود الأول أو أول أسود في أي نوع من الإنجاز الذي تم إنجازه فقط يزيد التركيز على العرق أكثر من ذلك، بدلاً من إنجازات الشخص الفعلية. إن لون البشرة يحظى بالأسبقية في الثقافة الأميركية. وإن الصورة النمطية تترسخ في وقت مبكر وتترك العديد من صانعي السياسة في محاولة لتجاهل السبب الجذري وكيفية القضاء بفعالية على انطباع تفوق البيض.
 
في حين أن هذه الأحداث تجري في عام 2015، فإن الإسلام بمنظوره الفريد على الجنس البشري قد أزال بفعالية وبشكل ملموس فكرة التفوق العرقي أو الإثني منذ أكثر من 1400 سنة. وأذهل الكثيرين بطريقة الإسلام الفريدة في مخاطبة الفرد - طريقة التفكير العقلاني. إن الإسلام يخاطب العقل، ويحكم على الناس على أساس أعمالهم وليس على لون البشرة أو الجنس لأن هذا خارج نطاق سيطرة المرء. وبالتالي يتم التعامل مع جميع الأفراد في ظل الإسلام نفسه بغض النظر عن لون بشرتهم. يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿إن أكرمكم عند الله أتقاكم﴾ وقال رسول الله عليه الصلاة والسلام: «يا أيها الناس ألا إن ربكم واحد وإن أباكم واحد ألا لا فضل لعربي على أعجمي ولا لعجمي على عربي ولا لأحمر على أسود ولا أسود على أحمر إلا بالتقوى» (رواه الإمام أحمد). وهنا المقياس هو التقوى. وهكذا فإن الإسلام وحده لديه القدرة ليشمل حقًا الجنس البشري بجميع الألوان والأعراق دون أي شكل من أشكال الصور النمطية تجاه شعب بأكمله بسبب لون البشرة، ويجعل المسلمين ينظرون للآخرين من دون الحكم المسبق المرفق عليهم ويتم إعطاء الكل نفس التقدير والميزة للنجاح دون تعرضهم للاعتداء والاضطهاد.
 
 
 
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
منال بدر
 
16 من ذي القعدة 1436
الموافق 2015/08/31م
http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/index.php/contents/entry_50627


شارك على فيس بوك