خبر وتعليق أزمة المشردين الأسوأ منذ الحرب العالمية الثانية

طباعة

خبر وتعليق

أزمة المشردين الأسوأ منذ الحرب العالمية الثانية

 
الخبر:

اعتبرت المفوضية الأوروبية للهجرة أن أزمة المهاجرين المشردين هي الأسوأ على الإطلاق منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. وطالبت الدول الأوروبية بحل الأزمة بالطريقة "الأوروبية الإنسانية المتحضرة"، وحثهم المفوض ديميتريس أفرامبولوس على الترحيب بالمهاجرين المشردين. جريدة الزمن أونلاين الألمانية



التعليق:


وصل عدد المشردين الوافدين عبر الحدود الهنغارية خلال الشهر الفائت 35.000 مهاجر مما استدعى السلطات الهنغارية إلى بناء جدار بطول 175 كم على ارتفاع أربعة أمتار لمنع المهربين من دخول البلاد بالمهاجرين إلى أوروبا.


إلى اليونان حيث بلغ عدد المهاجرين خلال الشهر الماضي حوالي 50.000 مهاجر يعيشون في ظروف غير مقبولة للبشر بسبب اكتظاظهم وازدحام أماكن التجميع للمهاجرين في جزيرة كوس الصغيرة دون طعام أو ماء! ناهيك عن المرافق الصحية، والحاجات الإنسانية البسيطة.


في النمسا أبلغت منظمة العفو الدولية عن أوضاع المهاجرين هناك بأنها مأساوية إلى حد اللاإنسانية حيث يبيت 1500 شخص في العراء بينهم نساء حوامل ورُضع، ولا يجد 4000 شخص مرافق صحية في مخيم حقير. ويتعلل وزير الداخلية النمساوي بحجة المحاصصة التي لم يتم تنفيذها، ويعتبر أن بلاده قد استوفت حصتها ولا مكان للمزيد من المهاجرين.


ألمانيا مشغولة في حصار المهربين، وتدفع الملايين على زوارقها التي تجوب البحر الأبيض بحثا عنهم لتدمير قواربهم وتعطيل عملية التهريب. وحالات الاعتداء على مجمعات اللاجئين تزايدت في الآونة الأخيرة حتى أصبحت يومية أو أكثر من حالة في اليوم. ويقول وزير داخليتها أنه على الحكومة أن تنقص من قيمة الدعم المالي للمهاجرين حتى لا يكون ذلك حافزا لهم للهجرة!


في فرنسا ما زال التسلق على القطارات والشاحنات المتوجهة لبريطانيا عبر النفق يتسبب بمقتل العديد من المهاجرين في وقت تعجز فيه فرنسا وبريطانيا عن استقبالهم أو رعاية شؤونهم، فيتركون لأقدارهم في العراء قُبالة نفق أوروبا في كالييه الحدودية، والحكومة تفكر في تحصين النفق بحوالي 10 ملايين يورو!


هؤلاء المشردون جلهم من المسلمين، يطاردهم سعير الحروب التي فرضت عليهم من عملاء الغرب للحفاظ على مصالحه، هذا هو حال المسلمين بعد أن أصبحوا بلا مأوى إذ فقدوا الراعي الذي يحمي الحمى. أصبحوا بكل معنى الكلمة، أيتاماً على موائد اللئام.


أنَّى لمثل هذه العقليات الرأسمالية، والعقائد النفعية، أن تنظر نظرة إنسانية، أو تراعي حرمة بشر؟! ناهيك عن أن تتوقف عن تسعير الحروب وتمويلها التي أدت إلى هذه الموجات من المشردين العزل.


في مقابل هذه الصورة المشؤومة نظرة بسيطة إلى صورة الإسلام المشرقة في دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي تؤوي المشرد وتحمي الضعيف، بل وتعتبره من رعاياها بمجرد دخوله البلاد. بل إن دولة الخلافة هذه لا حدود لها، فلا تمنع من أراد أن يحمل التابعية الإسلامية من دخول البلاد، وتعمل على إكرامه، حتى لو بقي على دينه.


أليست هذه الصورة الحقيقية هي الأجدر تصديقا والأولى تطبيقا من كلمة عابرة جوفاء يقولها ممثل دول أوروبا التي طالما اعتادت على امتصاص دماء الشعوب ونهب خيراتهم ورميهم على قارعة الطريق؟


أما آن للمسلمين أن يأخذوا زمام أمورهم ويبادروا بحل قضاياهم بأنفسهم بما يرضي الله سبحانه وتعالى، بجعل كلمته هي العليا، وكلمة الذين كفروا السفلى؟ بلى والله لقد آن!!

 
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير يوسف سلامة - ألمانيا
01 من ذي القعدة 1436
الموافق 2015/08/16م http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/index.php/contents/entry_50205      


 

 



شارك على فيس بوك