حماس ودولة يهود... نُذر حرب أم بوادر اتفاق!!‏

طباعة

حماس ودولة يهود... نُذر حرب أم بوادر اتفاق!!‏

 


الخبر:‏

 


أكد محمود الزهار، عضو المكتب السياسي لحركة "حماس"، أنّ حركته سترفع الحصار عن قطاع غزة بكل ما ‏لديها من قوة وستؤلم الاحتلال إذا استمر الحصار.

وقال الزهار : "نحن لن نسمح باستمرار الحصار مهما كلفنا ذلك، ‏ونستطيع أن نؤلمكم إذا آلمتونا". دنيا الوطن، في حين عرضت قناة الجزيرة في تقرير لها مشاهد تنشر للمرة الأولى ‏لعملية "أبو مطيبق" التي نفذتها كتائب القسام خلف خطوط الاحتلال خلال العدوان الأخير على قطاع غزة العام ‏الماضي. هذا وكشفت صحيفة "هــآرتس" النقاب عن أنّ مسئولين بحركة حماس يقومون بإجراء محادثات سرية مع ‏‏"كيان يهود" بشأن المحتجزين لديها، وأوضحت الصحيفة أنّ وسطاء دوليين، بينهم مبعوث الرباعية السابق، توني بلير، ‏نقلوا رسائل إلى "كيان يهود" مفادها أن حماس معنية بالتوصل إلى تهدئة طويلة الأمد. القدس المحتلة / سما.‏

 


التعليق:‏


أخبار تبدو متعارضة للوهلة الأولى، فحديث عن مفاوضات سرية ووساطات للوصول إلى تهدئة طويلة الأمد، ‏وأخبار أخرى فيها وعيد وتهديد متبادلين، ونشر لفيديوهات دارت أحداثها إبان فترة الحرب، تظهر إنجازات حركة ‏حماس وقدرتها على إيلام يهود. وهو ما لا ينسجم مع الحديث عن أجواء التهدئة.‏


والمدقق في هذه الأخبار وغيرها يلمس أنّ الأخبار التي تحمل أجواء التصعيد والحرب إنما تخدم المفاوضات ‏والوصول إلى اتفاقيات، فمن جانب تريد حركة حماس أن تبرز للعيان قدرتها على إيلام يهود وإرهابه وقدراتها ‏الدفاعية والهجومية، حتى إذا ما تم الاتفاق والوصول إلى هدنة بدت فيها حماس وكأنها اختارته عن قوة وحكمة وليس ‏عن ضعف أو تنازل، ومن جانب آخر هي تبرر لحكومة يهود بشكل أو بآخر سعيها للوصول إلى اتفاق مع حماس أمام ‏الشعب اليهودي، لما يتمتع به يهود من حبهم الشديد للحياة والأمن، وخوفهم من كل ما يهدد حياتهم أو أمنهم، فبروز ‏تهديد لحياتهم أو تذكيرهم بهذا التهديد يدفعهم للتفكير بمخرج منه، لا سيما أنّ ما سيتبادر إلى ذهن يهود ذلك الأمن ‏والأمان الذين يتمتعون بهما في الضفة الغربية بفضل جهود السلطة الفلسطينية الكبيرة في المحافظة على الاتفاقيات ‏التي تضمن أمن يهود، حتى باتت السلطة الفلسطينية ذراعا أمنيا قويا للاحتلال في الضفة الغربية، فيتبادر إلى ذهن ‏يهود أنهم سينعمون بأمن وأمان في غزة شبيه بذلك الذي ينعمون به في الضفة، وبذلك لن تجد حكومة يهود معارضة ‏لعقد هدنة طويلة الأمد أو اتفاقية سلام.‏


ومن جانب ثالث، فقد تعرضت حماس مؤخرا إلى انتقادات شديدة من الشارع الفلسطيني الذي يعز عليه كثيرا أن ‏تذهب تضحيات أبنائه، رجالا ونساءً وأطفالا، وقودا للوصول إلى اتفاقيات تهدئة أو سلام على غرار اتفاقيات السلام ‏مع عباس وسلطته، فالحاضر في أذهان المسلمين أنّ التضحيات والمقاومة إنما تكون من أجل التحرير وإلحاق الهزيمة ‏بيهود لا من أجل السلام والهدن التي يحلم بهما يهود منذ أن وطئت أقدامهم فلسطين. ولقد كانت المفاوضات مؤخرا ‏بوتيرتها المتسارعة محل انتقادات حتى من خصوم حماس، السلطة وحركة فتح في الضفة، حتى أصبحت حماس ‏محل تندر واستهزاء منهم، ولسان حال السلطة "لا تنه عن خلق وتأتى بمثله ... عار عليك إذا فعلت عظيم". ولذلك ‏جاءت موجة التغني ببطولات المقاومة في المعركة الأخيرة، وإبرازها مع بعض الخطابات النارية لتغطي بذلك على ‏تلك الأصوات من باب إشغالها ومحاولة إسكاتها.‏


إنّ الحق الذي لا مراء فيه، هو أنّ كيان يهود كيان مجرم محتل لأرض إسلامية مباركة، ولا يصلح معه شرعا ‏إلا حالة الحرب والعمل لقلعه من جذوره، ومن كان عاجزا عن ذلك فليعمل ليصبح قادرا على ذلك، ومن أبى فليختر ‏العجز على المعصية والفجور، وإلا فإنّ الخزي في الدنيا عاقبته ولعذاب الآخرة أشد.‏
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 

 


المهندس باهر صالح
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في فلسطين

     
05 من شوال 1436
الموافق 2015/07/21م
   
 http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/index.php/contents/entry_49526


شارك على فيس بوك