تقاسم الأدوار لتأجيج الصراع بين الفصائل في أرض الشام

طباعة

خبر وتعليق

تقاسم الأدوار لتأجيج الصراع بين الفصائل في أرض الشام


الخبر:


نفذت طائرات تابعة للتحالف العربي - الدولي بعد منتصف ليل السبت - الأحد 7/6/2015، عدة ضربات استهدفت بها تمركزات لتنظيم "الدولة الإسلامية" في بلدة صوران اعزاز التي يسيطر عليها التنظيم، والتي يشهد محيطها اشتباكات بين عناصر تنظيم "الدولة الاسلامية" من جهة، وحركة أحرار الشام وفصائل إسلامية مقاتلة وجبهة النصرة من جهة أخرى.

 

التعليق:


لا شك أن الاقتتال الدائر بين الفصائل على أرض الشام لا يصب إلا في مصلحة النظام فهو يطيل من عمره وبالتالي يزيد من معاناة المسلمين الذين يدفعون ثمن بقائه في كل يوم مزيدا من الشهداء ومزيدا من الدماء، وبغض النظر من المخطئ ومن المصيب في هذه المعارك؛ إلا أن الأمر الذي يتفق عليه الجميع أنها معارك استنزاف لطاقات المجاهدين وصرف لهم عن معركتهم الأساسية في دمشق؛ والخاسر فيها هم المسلمون، ولأن الغرب يدرك ذلك تماما فهو يتقاسم الأجواء مع النظام في تسعير هذه المعارك؛ فطيران التحالف الدولي يقصف المناطق التي سيطر عليها تنظيم الدولة في صوران اعزاز؛ وطيران النظام يقصف المناطق التي تسيطر عليها باقي الفصائل في مارع وغيرها؛ في تناغم مقيت يدل على اتفاق الطرفين على إشغال الفصائل ببعضها ريثما ينضج الحل الساسي وتسوى قضية الثورة بالقضاء عليها، في وقت يتجاهل فيه المجتمع الدولي كل المجازر التي ارتكبها طاغية الشام وعصاباته المسلحة من حزب إيران وغيره من المليشيات التي استقدمها النظام لتدافع عنه وتفتك بالمسلمين وفي وقت باتت قوات النظام أضعف من أي وقت مضى؛ وباتت طلائع المجاهدين على مشارف الساحل السوري حاضنة النظام، وهذا ما سبب قلقا للمجتمع الدولي فجاءت هذه المعارك لتنقذ النظام من خسائر جديدة معتبرة أو على الأقل لتؤجل هذه الخسائر، فبالأمس القريب قصف التحالف مواقع تابعة لجبهة النصرة في قرية التوامة وغيرها، واليوم نجده يقصف مواقع التنظيم الذي تشارك النصرة في المعارك ضده! وهذا إن دل على شيء فهو يدل على المصالح التي يحققها التحالف الصليبي من وراء هذا الاقتتال. فهل يستطيع المسلمون في أرض الشام الوصول إلى حل ينهي هذا الصراع وهم يرون أن العالم كله يقف ضد ثورتهم ويمكر بها؟ وهل هناك إلى التوحد من سبيل حول مشروع سياسي واضح يزيل الخلاف ويرضي رب العباد؟ والله سبحانه وتعالى يقول: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا﴾. إن المسلمين ينتظرون ثورة الشام وكلهم أمل بأن تكون نواة خلافة على منهاج النبوة ومركزا للفتوحات وإنقاذهم من حكام باعوا البلاد والعباد لأعداء الإسلام. نسأل الله سبحانه وتعالى أن يحقن دماء المسلمين وأن يهدينا وإياهم سواء السبيل.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أحمد عبد الوهاب
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا

 

 

     
23 من شـعبان 1436
الموافق 2015/06/10م
 

http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/index.php/contents/entry_48117


شارك على فيس بوك