إلى أين تأخذ حماس " الإسلامية " الإسلام والمسلمين؟!

طباعة

تناقلت وسائل الإعلام عبر الإنترنت والمواقع الإعلامية فضيحة حماس الأخيرة حيث صرح النائب عن الحركة وقائدها العام السابق في قطاع غزة أواسط التسعينات سيد أو مسامح عن رفضه الشديد «تطبيق الشريعة والحدود حالياً أو بعد قيام الدولة الفلسطينية المستقلة».وقال أبو مسامح في تقرير نشرته صحيفة الحياة اللندنية اليوم حول مسودة قانون العقوبات الجديد التي تعده كتلة حماس بغزة إن «الخلافة الاسلامية، كما يقول كثير من المفكرين الاسلاميين، لن تعود الى ما كانت عليه سابقاً. كانت ملائمة لمرحلة تاريخية معينة، لكنها لا تصلح لعصرنا الحالي».

 وأضاف أن «الديموقراطية والحريات الحقيقية هي الأساس وتسبق الشريعة، التي لا يجوز شرعاً تطبيقها، وأنا جاهز لمحاججة الجميع، فهذا رأي فقهي معتبر». وزاد: «علينا أن نبحث عن القواسم المشتركة والديموقراطية والحريات العامة وحرية الصحافة والانتخابات والتداول السلمي للسلطة».
 وعزا ابو مسامح "رأيه الفقهي" – وهو مبني على هواه وليس الأدلة الشرعية مما يجعله رأي شرعي غير معتبر ، عزاه الى حرصه على «المشروع الاسلامي»، قائلاً إنه يفهم «الاسلام ضمن فهم بشري متعدد». وأضاف: «أنا أؤمن أن مشروعي هو الديموقراطية والتعدد والحوار وأن المشروع الاسلامي مدخل لمشروع حضاري انساني فيه قيم انسانية مشتركة تقوم على السلم الاجتماعي العالمي واحترام ثقافات الشعوب وحرياتها».

وجاءت هذه التصريحات الهزلية والبعيدة عن المفاهيم الإسلامية الصحيحة لتصب في خدمة مصالح الكفار حيث نشر اللقاء الإعلام البريطاني بإيعاز من نظام الإنجليز الذي إعتبر هذه الكلمات نصرا في حربه الضروس على الخلافة الإسلامية التي كان لبريطانيا دور كبير في هدمها في سنة  1924، فالتصريحات المضللة ل "قيادي" في حركة محسوبة على "الإسلاميين" ويفتري على نظام الحكم في الإسلام – الخلافة الراشدة – والتي أجمع على فرضية إقامتها علماء المسلمين المعتبرين في العصر القديم والجديد، تساهم في الترويج للمؤامرة الخطرة لإقحام نظام الديموقراطية - وهو نظام كفر – وإبعاد الإسلام عن الحكم في المنطقة، وتصريحات حماس تعطي "شرعية" مزيفة للديموقراطية.

والجدير بالذكر أن مواقف حماس الأخيرة والميالة للتطبيع مع اليهود في قبول حل الدولتين تحت مسمى الوحدة  الوطنية ومن ثم وضع مسودة قانون العقوبات الجديد يدور حولها حواراً داخل الحركة عن المدى الذي تلتزم به بالشريعة حيث أن هناك عقوبات بديلة لا تخالف الشريعة بحسب رأي النائب عن حماس هدى نعيم، هذه المواقف المتخاذلة تجعل المسلمين لا يستغربون مثل هذه التصريحات الخائنة للإسلام!

وجاء في بيان صحفي لحزب التحرير – فلسطين حول هذا الموضوع كلمات شافيات :

" أن حديث نواب حماس يدل على جهل فادح بأحكام الإسلام وأنظمته المختلفة التي اختزلوها بإقامة الحدود التي هي جزء يسير من نظام العقوبات في الإسلام، والذي هو بدوره جزء من أنظمة الإسلام المتكاملة المنبثقة عن عقيدته والتي تصوغ الحياة بأرقى صورة، فكيف يزعم النائب "الإسلامي" الدعوة لتطبيق الإسلام على الناس بعد دعوتهم للحرية والديمقراطية، وهو صرّح عن معارضته تطبيق الإسلام حتى ولو أقيمت الدولة الفلسطينية المستقلة كما وصفها؟!

بل إنّه يبرر ذلك كله بالقول أنّه يفهم "الإسلام ضمن فهم بشري متعدد"، وكأن الإسلام جاء لكي يتكيف مع الواقع ويتأثر به ويتأقلم معه بدلا من أن يغير الواقع الفاسد ليكون دين الله هو الظاهر على كل الأديان.

 لقد ران على قلوب المضبوعين بالثقافة الغربية والمسوقين لمشاريع الاستعمار في بلادنا تحت ستار "الإسلام المعتدل"، فهلاّ أخذ أبناء الحركات الإسلامية المخلصون على أيدي هؤلاء العابثين وزجروهم عن افتراءاتهم وقولهم المنكر؟

واقرؤوا ان شئتم قول الحق سبحانه:

 (وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِّنْهُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُوْلَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ * وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم مُّعْرِضُونَ * وَإِن يَكُن لَّهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ * أَفِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَن يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ * إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ)"

شبكة الناقد الإعلامي

8-5-2013



شارك على فيس بوك