سياسة كريموف في تعقيم النساء والقضاء على النسل طوعا أو كرها

طباعة

 نددت منظمات حقوق الإنسان بسياسة الحكومة الأوزبكية في تعقيم النساء، وكشفت في تقاريرها بأن  عشرات الآلاف من النساء الشابات يتم تعقيمهن دون موافقتهن في أوزبكستان.

وتقول مصادر أوزبكية إن هذه السياسة الظالمة يتم تنفيذها بأمر مباشر من الرئيس الدكتاتوري إسلام كريموف الذي يحكم البلد بقبضة حديدية منذ أكثر من عشرين عاما.

ويزعم أطباء أوزبكستان بأن لجوء حكومة كريموف إلى مثل هذا الإجراء القسري يهدف إلى منع النمو السكاني ان يتجاوز العدد الحالي البالغ لـ 28 مليون نسمة نظرا لأنها أكثر دول آسيا الوسطى كثافة سكانية، بالإضافة إلى ما يعانيه الشعب من الفقر المدقع.


ويقول نشطاء حقوق الإنسان إن عملية التعقيم بدأت منذ عام2003  ولكنها توقفت أو تباطأت قليلاً بعد عامين بسبب انتشار أخبارها وارتفاع أصوات المحتجين عليها، وأنها عادت مرة أخرى وبدأت تتزايد وبتنفيذ سري وقسري ضد الأمهات منذ شهر فبراير/شباط الماضي عندما أمرت وزارة الصحة الأطباء بتعقيم النساء طوعاً أو كرهاً كوسيلة تحديد نسل ناجعة.

وصار الأطباء ينفذون هذه الأوامر الجائرة خوفاً على مناصبهم بسبب التهديدات التي تعرضوا لها من أن أي طبيب لا يمتثل بهذه الأوامر فسوف يتعرض لغرامات مالية بل يصل الأمر إلى طرده من العمل.

وقالت ناشطة في حقوق الإنسان إن نحو 5000 امرأة تم تعقيمهن دون موافقتهن منذ فبراير/شباط الماضي.

يشار إلى أن الأطباء في كثير من الأحيان يفضلون التوليد بعمليات قيصرية ثم يقومون بعمليات التعقيم دون إبلاغ المرأة. ونجم عن شيوع هذه الممارسة أن فضلت النسوة الولادة في المنزل لتجنب المخاطرة.

وكثير من النساء الأوزبكيات اللاتي أدركن الخطر وعرفن خيانة الأطباء المستعبدين لدى السلطات الأوزبكية قد بدأن يحاولن الولادة بعيداً عن أعين القتلة الذين يئدون الأولاد قبل أن يروا النور وقبل أن يصبحوا شيئاً مذكوراً.

وأما اللاتي لم يسمعن بهذه الحرب الحكومية ضد الشعب بسبب غلفتهن وعدم اهتمامهن بالواقع فإنهن كثيرا ما يقعن ضحايا للتعقيم السري أو الإجباري.

هذه شابة تدعى "جول باهار زاهيدوفا" وهي متزوجة قبل فترة وجيزة –ولم يتجاوز عمرها 28 عاماً - ورزقت بطفل ولكنه توفي بعد فترة يسيرة، فاشتاقت هي وزوجها المزارع الفقير إلى الإنجاب ثانية إلا أنهم فوجئوا بأن الأطباء كانوا قد عقموها حين أولدوها بالعملية القيصرية خلال الإنجاب الأول، وبعد اكتشاف هذه المفاجأة تركها زوجها ليتزوج امرأة أخرى، أما هي فلم يبق لها سوى الحزن والأسى والغضب من السلطات وأطبائها.

وهذه فتاة أخرى –تدعى هدايت مؤمنوفا البالغة من العمر 26 عاماً فقط –  تقول في قصتها التي نشرتها صحيفة التايمز البريطانية بأن الأطباء استدعوها إلى المستشفى وقالوا بأنه لا بد من إجراء عملية جراحية لها لإزالة ورم نابت في بطنها، حتى أقنعوها تحت التخويف بالموافقة للعملية، وهي تقول "أنا كنت مستغربة لأني لم أكن أشعر بأي ألم في داخلي، ولكني وتحت الضغوط والخوف وافقت على العملية ولكني اكتشفت بعد ذلك أنهم خدعوني وكذبوا علي وكان هدفهم الأساس هو التعقيم، والآن لا أكاد أمسك نفسي عن البكاء من شدة الحزن والأسى لأنهم قطعوا نسلي وعاملوني كالحيوانات تماماً!"


وهناك عشرات الآلاف من أمثالهما وقعن ضحية لخيانة الأطباء لشعبهم ونساء الأمة بسبب سياسة الترهيب الحكومية "الكريموفية" لهم وللشعب الأوزبكي المقهور.


ومن جانبها تنكر السلطات الأوزبكية إجراء عمليات التعقيم دون الموافقة، لكن تقريرا للجنة الأمم المتحدة ضد التعذيب قدر وجود عدد ضخم من الحالات منذ ثلاث سنوات.

وبحسب المنظمة الدولية فقد انخفض معدل الخصوبة في أوزبكستان من 4.4 أطفال لكل امرأة إلى 2.5 منذ تولي كريموف السلطة.

هكذا وبكل وقاحة وخيانة للشعب يرغبون النساء على تعقيمهن والقضاء على نسلهن ونسل الأمة كلها، فإن استجبن للترغيب والإغراء فبموافقتهن بسبب الضغوط النفسية والمادية عليهن، وإلا فبطريق الغدر والخيانة يعقمونهن سراً وبعيداً عن وسائل الإعلام التي توقظ الناس وتتسبب في غضب الرأي العام عليهم.

ومن أجل مقاومة الغزو الحكومي الغاشم والغادر هذا على الشعب الأوزبكي المسلم دعا الإمام الشيخ الداعية عابد خان قاري – الذي يعيش في المهجر منذ سنوات بسبب القمع الحكومي لدعاة الإسلام في البلاد وقتلهم ومطاردتهم- دعا الأمة لبدء المقاومة الشاملة ضد الطغيان والخيانة الحكومية وإعلان كل ما تقوم به السلطات من جرائم بشعة عبر جميع وسائل الإعلام المستقلة الممكن الوصول إليها.

ففي مقالة علمية مؤصلة نشرتها إذاعة "أوروبا الحرة" – القسم الأوزبكي- بين الشيخ عابد قاري اهتمام الدين الإسلامي بحماية النسل وتكثير الذرية وفوائدها وأن الرزق قد تكفل الله به للأباء والأمهات والأولاد وكل الأجيال القادمة، وكشف أن ما تقوم به السلطات الأوزبكية هو حرب على الإنسانية وعلى الإسلام والمسلمين لأن أوزبكستان هي بلد المسلمين وقطع النسل هو أسلوب من الأساليب الإجرامية التي يستخدمها الطواغيت الظالمون عبر العصور وفي الدول الدكتاتورية في العصر الحاضر.

المصدر :«أوزبكستان المسلمة + وكالات»
25/4/2010

 



شارك على فيس بوك