انقلابيو قرغيزستان: روسيا حليفتنا

طباعة

تسارعت مواقف قرغيزية ودولية بمجرد الإعلان عن تشكيل المعارضة للحكومة المؤقتة، وأشارت بعض التصريحات إلى احتمال أن تكون روسيا قد لعبت دورا في الانقلاب على الرئيس كرمان بك باكاييف الذي فر من العاصمة بشكيك معلنا رفضه قبول الهزيمة ومؤكدا أنه لا يعتزم التنحي عن منصبه.
 
فقد أكد عمر بك تيكباييف الذي كان أحد زعماء المعارضة قبل أن يتولى المسؤولية عن الشؤون الدستورية في الحكومة المؤقتة التي شكلت الخميس أن روسيا "لعبت دورها في الإطاحة بباكاييف". وقال إن هناك احتمالا كبيرا لخفض مدة إيجار الولايات المتحدة لقاعدة مناس الجوية الأميركية التي تقع قرب بشكيك وتخدم أفغانستان.
 
بدوره قال وزير المالية في الحكومة المؤقتة تيمير سارييف إن الحكومة الجديدة في قرغيزستان تعد روسيا "شريكا إستراتيجيا رئيسا" وإنها طلبت المساعدة المالية والإستراتيجية من موسكو.
 
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية أن روسيا والاتحاد الأوروبي تعهدا بدعم الحكومة المؤقتة. وقد أبلغ رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين رئيسة الحكومة المؤقتة روزا أوتونباييفا في اتصال هاتفي استعداد بلاده لتقديم مساعدات إنسانية لقرغيزستان.
 
وتأتي هذه التصريحات بعد وقت قليل من إعلان مسؤول عسكري روسي كبير –طلب عدم نشر اسمه- أن باكاييف لم يف بوعده بإغلاق القاعدة الجوية الأميركية في بلاده، مشيرا إلى أن موسكو ستحث قادة البلاد الجدد على القيام بذلك.
 
وأضاف المسؤول، بعد بضع ساعات من توقيع الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف ونظيره الأميركي باراك أوباما معاهدة جديدة لخفض السلاح النووي في العاصمة التشيكية براغ، أنه "يجب أن تكون هناك قاعدة واحدة في قرغيزستان". في إشارة إلى القاعدة الروسية الجوية التي توجد بمنطقة "كانت" منذ العام 2003.
 
وقد أعلنت روسيا عن إرسالها حوالي 150 جنديا مظليا إلى قاعدتها في كانت -التي تبعد عدة كيلومترات عن القاعدة الأميركية- لتأمين الحماية لعائلات الطاقم العسكري حسب رئيس الأركان الروسي نيكولاي ماكراوف.
 
وكانت الولايات المتحدة استأجرت قاعدة مناس الجوية عام 2001 لتوفير الإمدادات للقوات الأميركية في أفغانستان القريبة، وسعى باكاييف العام الماضي لعدم تمديد تأجير القاعدة بعد حصوله على وعد روسي بتقديم مساعدات، لكنه غير موقفه لاحقا بعد موافقة الأميركيين على دفع إيجار أكبر.

ليس انقلابا معاديا
من جهتها لم تعلن الولايات المتحدة رسميا موقفها من الأحداث في قرغيزيا، وقال مسؤولون أميركيون إن ما جرى بقرغيزستان ليس انقلابا معاديا للولايات المتحدة وإن واشنطن حاليا تدرس الأوضاع لتحدد موقفها مما يجري.
 
وحسب وكالة رويترز فإن واشنطن أوفدت مبعوثا للقاء الحكومة القرغيزية المؤقتة، ودعت للهدوء واستئناف "المسار الديمقراطي" في البلاد.
 
كما قالت الوكالة إن أوباما وميدفيديف لم يبحثا الأوضاع القرغيزية أثناء اجتماعهما في العاصمة التشيكية براغ. وصرح مسؤول أميركي بأن كلا من موسكو وواشنطن مهتمتان باستقرار قرغيزستان.
 
من جهته شدد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون على أهمية استعادة النظام الدستوري في قرغيزستان، وقال في كلمة أمام منظمة الأمن والتعاون في أوروبا "حان الوقت للعمل بسرعة واستعادة النظام الدستوري".
 
لا للهزيمة
على صعيد التداعيات الداخلية قال الرئيس القرغيزي المخلوع في حديث مع محطة إيخو موسكفي الروسية إن المعارضة استولت على السلطة بقوة السلاح، وأقر بأنه لا يملك حاليا تأثيرا يذكر على مجريات الأمور في البلاد، لكنه شدد على أنه يرفض قبول الهزيمة ولا يعتزم التنحي عن منصبه.

واتهم باكاييف قوى أجنبية لم يحددها بالتدخل في اضطرابات البلاد، لكنه رفض ذكر أي دولة بالاسم. وقال "مثل هذا العملية المنسقة من المستحيل عمليا أن تنفذ دون (مساعدة) قوى خارجية". وأكد أنه موجود حاليا في جنوب قرغيزستان، دون أن يحدد المكان.
 
وكان باكاييف فرّ من العاصمة بشكيك التي شهدت مواجهات دموية مع المعارضة وأسفرت عن مقتل وجرح العشرات، وسيطرت المعارضة على بشكيك التي أصبحت تعاني من الفوضى العارمة وانتشار السلب والنهب بعد غياب قوات الأمن عن الشارع.
 
وقالت المعارضة الخميس إنها سيطرت على السلطة وأعلنت تشكيل حكومة مؤقتة ستحكم البلاد ستة أشهر قبل التوجه إلى انتخابات عامة.
 
وأعلن وزير الدفاع في الحكومة المؤقتة إسماعيل إيزاكوف أن القوات المسلحة في البلاد وحرس الحدود انضموا إلى جهة المعارضة، كما قال وزير الداخلية في الحكومة المؤقتة بولوتبك شيرنيازوف إن عناصر الشرطة انضموا أيضا إلى المعارضة.
 
وأعلنت رئيسة الحكومة المؤقتة أن المعارضة تسيطر على أربع مناطق في البلاد من أصل سبع، واتهمت باكاييف بمحاولة تنظيم مقاومة في جنوب البلاد حيث لديه مقر ومناصرون.
 
يذكر أن قرغيزستان تشارك الصين بحدود تمتد 858 كلم، وهي بوابة تطل على دول وسط آسيا الغنية بالطاقة، حيث إن الصين وروسيا والولايات المتحدة تتنافس بشدة في تلك المنطقة.


المصدر: الجزيرة.نت



شارك على فيس بوك