نيجيريا و وسائل الإعلام..

طباعة

مع استمرار موجة القتل والذبح والتشريد التي تمارسها بعض الجهات في نيجــيريا، ركزت مجموعة الأخبار متابعتها لبعض القنوات والصحف لرصد تقاريرها الإخبارية وتحاليلها السياسية.
فمنذ اندلاع الفتنة ووسائل الإعلام تطرق الخبر على عمومه ولم تضع المتلقي في حقيقة الحدث لتبقى الصورة أمامه معتمة غير واضحة المعالم ! فمن هي الجهات التي تقف خلف هذه الاحداث ! ومن الذين أبدعوا في قتل الأطفال والنساء! ومن الذي بدأ التحرش بالآخر ! وما هي علاقة الجيش والشرطة بالحدث؟ فهذه التساؤلات وغيرها لم يتطرق إليها الإعلام في نشراته وتقاريره وتحاليله مما جعل المتلقي في حيرة من أمره لما يجري هناك.

 

 

وللمثال لا للحصر، منذ اندلاع الفتنة وقناة الجزيرة تركز على الاقتتال الطائفي وسقوط ضحايا ولم تذكر الذين يمتلكون الرصاص والبنادق ويحصدون الأطفال، مقابل من يدافعون عن أنفسهم بالسلاح الأبيض!
مع انها كررت هذه المعلومة في نشراتها الا انها لم تذكر لنا من الذي يستخدم السلاح الابيض من الناري ,ومثل هذه الصيغ المضللة التي تغسل وتطبخ في مطابخ الوكالات الخمس العملاقة وتقوم وسائل اعلامنا بنشرها تساعد على حرف المتلقي وتنفيس الرأي العام، فوضع المتلقي على حقيقة ما يجري يشكل خطرا على هذه المؤسسات ومصالح أسيادها أمام الرأي العام.
وبالرغم من محاولة الاعلام صرف الانظار عن حقيقة ما يجري هناك الا ان وحشية الجيش والشرطة فرضت على هذه المؤسسات ان تذكر ما حاولت اخفاؤه.
فبدأت ببث صور الضحايا المسلمين الذين تقضي عليهم قوات الجيش والشرطة بدم بارد، وبدأت تمارس التحليل السياسي المضلل لصرف الانظار عن الاسباب التي دفعت الحكومة النيجيرية من افتعال هذه الفتنة لكي تنال من الذين أمنوا بالله ربا وبالاسلام دينا من شمال نيجيريا الى جنوبها. {وَمَا نَقَمُوا مِنهُم إلا أَن يُؤمِنُوا بالله العَزِيزِ الحمِيدِ}

وفي صباح العاشر من الشهر الجاري ذكرت الجزيرة هذا الصباح ان القتل ضد متهمين بالانتماء لجماعة بوكو حرام و في حصاد اليوم ركزت على قضية الاعدام بلا محاكمة في نيجيريا واثناء اتصالهم بمقرر قضايا الاعدام بلا محاكمة (أفستون) من امريكا انصب حديث المذيعة في توظيف القضية قانونيا وان افستون سيرفع تقريرا لمنظمات حقوق الانسان.
لقد اعتاد الناس على مثل هذه الممارسات الاعلامية الهادفة الى تنفيس الراي العام وصرفه عن الادوية الناجعة التي تخلصه من آلامه ومعاناته. فمن الاولى ان نستصرخ أهل القوة والمنعة وضباط الجند في الجيوش الاسلامية ونطالب العلماء باستنفار الامة أم نلجأ الى منظمات حقوق الانسان ؟ ولماذا تحاول وسائل الاعلام من التركيز على جماعة بوكو حرام ووصفها بالارهاب وكأن ما يجري هو فقط لتصفية الارهابين والخارجين عن القانون؟ حسب رأيهم!.
ولماذا تجاهل الاعلام مقتل زعيم جماعة باكو حرام وكان ذكر الخبر على الهامش وسريعا من بعض الوسائل؟

ولماذا يتجاهل الاعلام حقيقة الصراع الدولي الذي تنسجه القوى الغربية الاستعمارية ممثلة بواشنطن ولندن، ويلعب فيه الحكام أدوار الممثلين، ويجبر المسلمون على لعب دور الكمبارس الذي لا قيمة ولا مكانة له ولا يحسب له أي حساب ضمن هذا المسلسل.

لقد أقيمت الحجة واستبانت المحجة في تواطؤ الاعلام وتبعيته وانه سلطة رابعة فيما يتعلق بأحوال الطقس والرياضة وسلطة راكعة عندما يتعلق الأمر بمصالح اسياده.



شارك على فيس بوك