جريدة القدس العربي

طباعة

اعداد: أم حنين:

لا يخفى عن المتلقي الأهمية المبالغ فيها التي توليها وسائل الإعلام العربية بمختلف أنواعها لوسائل الإعلام الغربية. فالإعلام الغربي هو مصدر دائم للأخبار التي ينقلها الإعلام العربي. وهذا ينعكس جليا في أسلوب صياغة الأخبار وفي محتواها الذي يبرز معلومات معينة ويُعتِم على معلومات أخرى بحسب مصلحة القائمون على تلك الوسيلة الإعلامية، وكما ينعكس في أسلوب صياغة المواضيع التي يكتبها كُتاب هذه الصحف أو الجرائد أو ما تبثه من برامج عبر الإذاعات والقنوات الفضائية. ويكفي ان نعلم أي وسيلة إعلامية تتبع الغرب وسياساته الإعلامية إن كان مقر هذه الجريدة ومكاتبها تنطلق من بلد غربي .. فهذا يعني أن ذلك البلد الغربي يتحكم فيما تنشر هذه الوسيلة وفيما لا تنشر فكل شيء يكون بإذنها وحسب قوانين البلاد العلمانية تلك، فالنظام والإعلام وجهان لعملة واحدة..


وفي هذا التقرير نستعرض معكم جريدة القدس العربي وهي جريدة فلسطينية عربية تصدر في لندن،،
موقع جريدة القدس العربي:
http://www.alquds.co.uk

رئيس التحرير عبد الباريء عطوان :
عبدالباريء عطوان من مواليد 1950 هو صحافي فلسطيني مقيم في لندن، رئيس تحرير جريدة "القدس العربي" اللندنية. ولد عطوان في مخيم للاجئين بمدينة دير البلح في قطاع غزة وهو واحدٌ من أحد عشر طفلاً لعائلة تنحدر من أسدود، بعد الانتهاء من الدراسة الابتدائية في مخيم رفح للاجئين في غزة. أكمل دراسته الإعدادية والثانوية في الأردن، عام 1967، ثم في القاهرة بمصر. وفي عام 1970 التحق بجامعة القاهرة. تخرج بتفوق من كلية الاعلام. ثم حاز دبلوم الترجمة من الجامعة الأمريكية بالقاهرة. بعد التخرج عمل لجريدة البلاغ في ليبيا، ثم جريدة المدينة في السعودية. وفي عام 1978 انتقل إلى لندن، حيث استقر، ليعمل في جريدة الشرق الأوسط و"مجلة المجلة" السعوديتان الصادرتان في لندن. في عام 1980 أنشأ مكتب لندن لجريدة المدينة، وفي عام 1984 عاد إلى جريدة الشرق الأوسط. وفي عام 1989 تم تأسيس جريدة القدس العربي في لندن وعـُرض على عبد الباريء عطوان رئاسة تحريرها. ومنذ ذلك الحين يقوم برئاسة تحريرها. استمرار جريدة القدس العربي منذ عام 1989 هو انجاز معتبر لأي صحيفة تصدر في المهجر. وبالرغم من منع توزيعها في بعض الدول لفترات مختلفة إلا أن الجريدة نجحت في تنمية عدد قرائها، وقد ساعد في ذلك استعمالها المبكر للنشر المجاني على الإنترنت وكذلك طاقم التحرير الضئيل. يأتي تمويل الجريدة من الإشتراكات الخاصة والإشتراكات الدولية. ويستضاف رئيس التحرير في قنوات تلفزيونية ويجري مقابلات مع شخصيات بارزة فقد أجرى مقابلة شهيرة مع شيخ بن لادن، وله عدد من المؤلفات و الكُتب.

مقالات عبد الباريء عطوان

http://www.bariatwan.com/

المتتبع لهذه المقالات يجد أن محتوى المواضيع يكون بعيدا عن وجه نظر الشرع في القضايا التي تُطرح وأن الكاتب كثيرا ما يهاجم سياسات أمريكا التي تطبقها في عديد من القضايا، ونادرا ما يهاجم سياسات بريطانيا على الساحة السياسية فلا يتنقد ما ترتكبه بريطانيا من جرائم، وذلك بديهي كون هذه الجريدة تتخذ من بريطانيا مستقرا لها، فالواضح أننا نعلم من أي المصادر تستقي أخبارها ولأني جانب تُروِج. وهذا يجعلنا نتسائل : ما هي دلالة كلمة مستقلة التي أستخدمت في وصف الجريدة؟

فالجريدة يومية مستلقة وسياسية، تجد فيها أخبار متنوعة عن الشؤون العربية والعالمية. كما تجد فيها أخبار منقولة عن الصحف المصرية والصحف العبرية، وذلك نقلا فقط بدون تعليق أو نقد لتلك الأخبار التي تصدر عن صحف وجرائد العدو الصهيوني، مما يوحي للمتلقي أن الجريدة تُروج لأفكار اليهود التي ينشرونها في إعلامهم. فجريدة القدس العربي تعطي الأقلام اليهودية منبرا يصل للكثير من مثقفي العرب المقيمين في لندن، فأي أفكار تريد هذه الجريدة أن تثبت عند المتلقي؟ أكيد ليس الأفكار الإسلامية الصحيحة ! وكون موقع الجريدة الرسمي يركز على نقل الأخبار المصرية واليهودية ويخصص لهما قسمان كاملان يوحي للقاريء أن هناك رابط بين هاتين المنطقتين وأن هذه أهم الأخبار الصادرة عن أهم المناطق والتي توليها الجريدة إهتمامها مما يعكس إهتمام بريطاني سياسي بهاتين المنطقتين بالذات. ويكفينا دليلا على ذلك أن قناة البي بي سي العربية البريطانية تعتبر جريدة القدس العربي واحدة من أهم الجرائد العربية التي تذيع عنها أخبار الصحف العربية في فقرة أقوال الصحف والجرائد العربية والعالمية في نشرة الأخبار، مما يعني تركيز المفاهيم التي يريدون لها أن تصل للمتلقي بهذا الدعم والتكرار.

كما تكتب الجريدة عن أخبار الأدب والفن والرياضة والشباب والإقتصاد والمال، وتفتح الجريدة أبوابها لأقلام الكُتاب في زوايا رأي ومدارات ومنبر الذي يتيح للجمهور التواصل مع الجريدة وطرح أرائهم السياسية. وكما تفتح الجريدة عبر موقعها الإلكتروني المجال للتعليق على المواضيع التي تُطرح.كنوع من التنفيث أو لجس نبض الرأي العام . وأيضا المتتبع للأخبار والمواضيع التي تنشر يلاحظ مدى " التعظيم " والإنبهار بإسلوب حياة الغرب الكافر من حريات وديموقراطية، و فيها دعوة قوية للقومية العربية مما يعكس بوضوح الإقصاء المقصود للرؤية الشرعية وحكم الشرع في هذه التحليلات السياسية. ولا شك أن الجريدة تستهدف العرب الذين يعيشون في لندن وترسم لهم توجها غربيا وتوحي لهم بسياسات غربية إتجاه قضايا الأمة الإسلامية. ويكفي تضليلا أن هذه الدعوة للقومية العربية تستخدم في كثير من الأحيان لتحمل معنى ضمنيا أن العرب هم المسلمين فقط. وذلك يعمل على تفتيت مفهوم الأمة الإسلامية الواحدة التي تربطها العقيدة الإسلامية الواحدة والدولة الإسلامية الواحدة التي يحكمها بالشرع إمام واحد،، ولا شك أن ذلك يخدم مصالح بريطانيا السياسية وإستراتيجية " فرِق تسُد " التي إشتهر بها الإنجليز والتي كان لها الدور الكبير في هدم الخلافة الإسلامية في العام 1924 م وتمزيق جسد الأمة الواحدة بالحدود الوهمية التي رسمتها بريطانيا الإستعمارية وبالترويج للمفاهيم الوطنية والقومية الفاسدة.

مما سبق يجب إذا يجب علينا أن نضع جريدة القدس العربي وما تنقله من أخبار ومواضيع وتعليقات، إن وُجِدت، تحت المجهر وأن تنتقد بعين الناقد الحريص على هويته الإسلامية بالذات في بلاد المهجر الغربية، فالأخبار التي تنشرها تكون بقصد تمرير أهداف معينة ضد المتلقي المسلم العربي وضد الإمة الإسلامية كلها، مادام مصدر تلك الأخبار الغرب الكافر.



شارك على فيس بوك