أحدث المقالات

مختارات الفيديو

.

الأربعاء, 09 كانون1/ديسمبر 2015 15:41
انتباه، فتح في نافذة جديدة. PDFطباعةأرسل إلى صديق

ثورة الشام تدخل مرحلة التمحيص

 

يقول تعالى في محكم تنزيله: ﴿مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ﴾ ويقول جل وعلا: ﴿وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ﴾. ومعنى يمحص: يختبر، وقيل: يطهر، أي من ذنوبهم. ومنه: اللهم محص عنا ذنوبنا، أي خلصنا من عقوبتها. وقيل: التمحيص التخليص. يقال: محصه يمحصه محصا إذا خلصه، فالمعنى: ليبتلي المؤمنين ليثيبهم ويخلصهم من ذنوبهم، ويمحق الكافرين أي يستأصلهم بالهلاك. (من كتاب الجامع لأحكام القرآن).

هكذا دخلت ثورة الشام مرحلة حاسمة كنا وكل المخلصين ننتظرها منذ زمن؛ دخلت في مرحلة التمحيص والتمايز. فقد كثر اللغط حولها والهرج والمرج فيها، وتكاثرت الأيادي؛ بين مؤيد ومساير وساكت ومعارض، بين ماسك للعصا من منتصفها وبين لاعب على كثير من الحبال، بين طالب للعون من الله وحده وبين طالب للعون من الله ومن الغرب أو طالب للعون من الغرب فقط أو منبطح تحت أقدامه، بين رافع لراية الإسلام ومُعلٍ لواء رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين مستحيٍ من رفعه ومكتفٍ بجمعه مع علم وضعي أو آخر رافض لراية الرسول ورافع لعلم سايكس بيكو.

هكذا تمايزت اليوم الصفوف وبدأت تتضح صورة أولئك، الذين يرضون الناس بكلمات رنانة جوفاء، مصداقاً لقوله تعالى: ﴿يُرْضُونَكُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ﴾، فقد أجبرت ثورة الشام خلال مسيرتها الطويلة الكثير من العلمانيين على التمسح بعباءة الإسلام، وفضحت الكثير من "الإسلاميين" المختبئين وراء مذهبهم التوفيقي الذي يجمع بين الإسلام والكفر ويريدون تقديمه للناس على أنه الإسلام المطلوب، كمثال تونس الآن وحزب نهضتها المتآلف مع العلمانيين. ذلك لأن ثورة الشام اتضحت فيها الصورة عند عامة أهلها وصار مقياسهم هو ما يرضي الله ورسوله فقط. فمن كانت مواقفه منضبطة بهذا المقياس تم قبوله من الناس ومن كان غير ذلك رفضوه ورفضوا كل ما يطرحه، فليس عجيباً رفض الناس في سوريا لنموذج الغنوشي الذي تنكر لمشروع الخلافة الإسلامية وتمسك بالديمقراطية الغربية، وليس عجيباً أن يحتار الغرب مع المخلصين من أبناء ليبيا الذي أراد حملهم على التفاوض والتوقيع على نموذج الغنوشي بينما يرون أن ثورة الشام قد سبقتهم وسارت أمامهم بشموخها وتطلعها للسماء فاستلهموا منها رفضهم لإرادة الغرب، نسأل الله لهم الثبات والاستمرار في ذلك.

لقد أشكل على عامة الناس مواقف أولئك الذين مزجوا بين الحق والباطل في ثورة الشام ووقفوا في المنطقة الرمادية، فصاروا يصفون أنفسهم بأنهم "إسلاميون" ولكن مواقفهم تكذبهم! فهم حين يقارعون النظام البعثي العلماني في سوريا يرسلون خطابهم إلى الخارج فحواه أننا نوافق على نظام علماني يشبه هذا الذي نقارعه ولكن بوجوه جديدة. وعندما يتحدثون للداخل يتحدثون بلسان عربي مبين أننا نريد نظاماً إسلامياً بل ونرفض ديمقراطيتهم وعلمانيتهم. فلم يتضح للعامة ما حقيقة توجهاتهم، فالأمة بطبيعتها تحب الإسلام وتميل له، ويدغدغ مشاعرها كل من يتحدث بلغة دينها ويردد آيات من قرآنها. فكانت الحاجة ماسة لمزيد من الضوء على هؤلاء كي يحكموا عليهم حكماً واضحاً قطعياً لا لبس فيه. فجاءت هذه المرحلة لتكون الحاسمة والباترة والقاطعة لكل شك بيقين المقياس الشرعي الثابت. فلم يعد بعد اليوم هناك مكان لمن يمتدح من يشارك في الرياض أو في نيويورك. ولم يعد بعد اليوم عذر لمن تعذر أنه شارك في جنيف وفي موسكو وأُكل يوم أُكل الثور الأبيض، فخُدع واستُغل. وكما قال أحمد طعمة مؤخراً: ما كان ينبغي لنا أن نشارك في جنيف ولا أن نشكل حكومة..! (زمان الوصل 2015/11/19).

هنا زمان الصدع بكلمة الحق دون مواربة، لنقول إن كل من شارك في مؤتمر الرياض إنما يسير في المخطط الأمريكي الذي يصر على إبقاء نظام الأسد الأمني مع تغيير بعض الوجوه الكالحة لوجوه أقل كلاحةً، إذن هو يوجه لثورة الشام وأهلها طعنة نجلاء في الظهر ستصبح بعد 2015/12/18 وبكل وقاحة طعنة في الوجه دون خجل ولا وجل. ونقول لهم قول الله تعالى: ﴿قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾. فيا من اجتمعتم في الرياض اليوم وستجتمعون قريبا عند عمكم سام، لا تكونوا أول الناكثين إن كنتم يوماً من أوائل المضحين، ولا تبيعوا ما لا تملكون فالأمة تتطلع إليكم لأنها تحسن الظن بكم، لكنها ستدوس بأقدامها دون تردد كل خوان أثيم.

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

المهندس هشام البابا                            

27 من صـفر 1437

الموافق 2015/12/09م                            

             http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/index.php/contents/entry_53894   

الأربعاء, 09 كانون1/ديسمبر 2015 15:34
انتباه، فتح في نافذة جديدة. PDFطباعةأرسل إلى صديق

 

مع الحديث الشريف

الخلافة ليست ملكية

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة

 

روى مالك في موطئه قال: وحَدَّثَنِي عَنْ مَالِك عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَادَةُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: بَايَعْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي الْيُسْرِ وَالْعُسْرِ وَالْمَنْشَطِ وَالْمَكْرَهِ وَأَنْ لَا نُنَازِعَ الْأَمْرَ أَهْلَهُ وَأَنْ نَقُولَ أَوْ نَقُومَ بِالْحَقِّ حَيْثُمَا كُنَّا لَا نَخَافُ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ

جاء في كتاب المنتقي- شرح الموطأ

 

قَوْلُهُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ (بَايَعْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) أَصْلُ الْبَيْعِ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ: الْمُعَاوَضَةُ فِي الْأَمْوَالِ ثُمَّ سُمِّيَتْ مُعَاقَدَةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمُعَاهَدَةُ الْمُسْلِمِينَ مُبَايَعَةً، بِمَعْنَى أَنَّهُ عَاوَضَهُمْ بِمَا ضَمِنَ لَهُمْ مِنْ الثَّوَابِ عِوَضًا عَمَّا أَخَذَ عَلَيْهِمْ مِنْ الْعَمَلِ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ((إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنْ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمْ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ إِلَى قَوْلِهِ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)).

 

(فَصْلٌ) وَقَوْلُهُ (عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ): السَّمْعُ هَهُنَا يَرْجِعُ إِلَى مَعْنَى الطَّاعَةِ وَلَعَلَّهُ أَنْ يَكُونَ أَصْلُهُ الْإِصْغَاءَ إِلَى قَوْلِهِ وَالتَّفَهُّمَ لَهُ، يُرِيدُ أَنَّ الَّذِي شُرِطَ عَلَيْنَا السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ لِأَوَامِرِهِ وَنَوَاهِيهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ فِي حَالِ الْيُسْرِ وَحَالِ الْعُسْرِ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يُرِيدَ بِهِ يُسْرَ الْمَالِ وَعُسْرَهُ وَالتَّمَكُّنَ مِنْ جِيدِ الرَّاحِلَةِ وَوَافِرِ الزَّادِ وَالِاقْتِصَارَ عَلَى أَقَلِّ مَا يُمْكِنُ مِنْهُمَا. (وَالْمَنْشَطِ وَالْمَكْرَهِ) يُرِيدُ وَقْتَ النَّشَاطِ إِلَى امْتِثَالِ أَوَامِرِهِ وَوَقْتَ الْكَرَاهِيَةِ لِذَلِكَ، وَلَعَلَّهُ أَنْ يُرِيدَ بِالْمَنْشَطِ وُجُودَ السَّبِيلِ إِلَى ذَلِكَ وَالتَّفَرُّغَ لَهُ وَطِيبَ الْوَقْتِ وَضَعْفَ الْعَدُوِّ وَيُرِيدُ بِالْمَكْرَهِ تَعَذُّرَ السَّبِيلِ وَشُغْلَ الْمَانِعِ وَشِدَّةَ الْهَوَاءِ بِالْحَرِّ وَالْبَرْدِ وَصُعُوبَةَ السَّفَرِ وَقُوَّةَ الْعَدُوِّ.

 

(فَصْلٌ) وَقَوْلُهُ (وَأَنْ لَا نُنَازِعَ الْأَمْرَ أَهْلَهُ): يُرِيدُ الْإِمَارَةَ وَيَحْتَمِلُ هَذَا أَنْ يَكُونَ شَرْطًا عَلَى الْأَنْصَارِ وَمَنْ لَيْسَ مِنْ قُرَيْشٍ أَنْ لَا يُنَازِعُوا فِيهِ أَهْلَهُ وَهِيَ قُرَيْشٌ وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ هَذَا مِمَّا أَخَذَهُ عَلَى جَمِيعِ النَّاسِ أَنْ لَا يُنَازِعُوا مَنْ وَلَّاهُ اللَّهُ الْأَمْرَ مِنْهُمْ وَإِنْ كَانَ فِيهِمْ مَنْ يَصْلُحُ لِذَلِكَ الْأَمْرِ إِذَا كَانَ قَدْ صَارَ لِغَيْرِهِ .

 

(فَصْلٌ) وَقَوْلُهُ (وَأَنْ نَقُولَ أَوْ نَقُومَ): شَكٌّ مِنْ الرَّاوِي بِالْحَقِّ حَيْثُمَا كُنَّا يُرِيدُ أَنْ يُظْهِرُوا الْحَقَّ بِالْقَوْلِ أَوْ الْقِيَامِ بِهِ حَيْثُ كَانُوا مِنْ الْمَوَاطِنِ وَالْأَمَاكِنِ لَا يَمْنَعُهُمْ مِنْ ذَلِكَ مَخَافَةٌ وَلَا لَوْمَةُ لَائِمٍ .

 

بالبيعة تنعقد الإمارة لولي الأمر في دولة الإسلام فبهذه البيعة من الأنصار للرسول صلى الله عليه وسلم وهي بيعة العقبة الثانية أصبح الرسول ولي الأمر في دولة الإسلام العتيدة, وبالبيعة لأبي بكر بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم أصبح أبو بكر خليفة لرسول الله في الحكم ... وكذا باقي الخلفاء من بعده الى أخر خليفة عثماني ....

 

والبيعة هي عقد مراضاة يتم بين المسلمين ممثلين بأهل الحل والعقد منهم وبين ولي الأمر أي الخليفة .... والبيعة تكون من قِبَل المسلمين للخليفة، وليست من قِبَل الخليفة للمسلمين، يبايعونه على الحكم بكتاب الله وسنة رسوله؛ وبذلك تصبح طاعتهم له واجبة ما لم يأمرهم بمعصية

وإنه إن كان واضحا تنصيب الخليفة بالبيعة في عصر الخلافة الراشدة .... إلا أن حصر الخلافة في عائلة واحدة دون باقي المسلمين في العصور التي تلت الخلافة الراشدة .... كان مدخلاً للمغرضين والحاقدين على الخلافة ليلبسوا على المسلمين أمر خلافتهم ... فادعوا أن الحكم في ما بعد الخلافة الراشدة كان ملكياً وليس خلافة إسلامية ... إذ أن أبناء العائلة كانوا يتوارثون الحكم كما في النظام الملكي

وهو ادعاء باطل يسهل رده لمن درس تاريخ الدولة الإسلامية من مصادره الصحيحة .... فالدولة الإسلامية هي الدولة التي تطبق نظام الإسلام في كل نواحي الحياة, وهذا كان حال دولة الإسلام طيلة فترة وجودها ... والخلفاء ما أخذوا الحكم إلا بالبيعة بغض النظر عن أسلوب أخذها وبغض النظر عن مدى قرابة الخليفة المبايع من الخليفة الراحل .... فقد أخذت البيعة من أهل الحل والعقد ومن المسلمين ومن شيخ الإسلام لكن لم يذكر التاريخ أن أحد الخلفاء أصبح خليفة دون بيعة على الإطلاق ....

أما الوراثة التي هي طريقة تنصيب الملك في النظام الملكي .... ففيها يرث ولي العهد المُلْكَ حال وفاة المَلِك دون حاجة لبيعة أو معاقدة مع الشعب أو الأُمة, فهو يملك البلاد والعباد وهو فوق القانون لأنه هو من يضع القوانين ....وحتى في العصر الحديث حيث أصبح بعض الملوك يملك ولا يحكم فإن الوراثة بقيت هي طريقة تنصيب الملك.

بهذا نرى الاختلاف البيِّن بين نظام الخلافة والنظام الملكي

... فنظام الحكم في الإسلام ليس ملكياً يستمد الملك شرعيته فيه من حقه بإرث الملك الراحل ... بل خلافة يستمد الخليفة شرعيته فيها بمبايعة المسلمين له على الحكم بكتاب الله وسنة رسوله

احبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.                              

27 من صـفر 1437

الموافق 2015/12/09م                                                            

http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/index.php/contents/entry_53860

الأربعاء, 02 كانون1/ديسمبر 2015 16:33
انتباه، فتح في نافذة جديدة. PDFطباعةأرسل إلى صديق

تفكير خاطئ

"لو لم نثر..."

 

الكثيرون يقولون انه لو ترك بشار الأسد وشأنه في الحكم لما حصل القتل الذي نراه اليوم، ولو بقي مبارك في الحكم لما حصل ما حصل في عهد السيسي المجرم، ولو بقي بن علي في الحكم لما حصل ما حصل في عهد السبسي وحزبه، ولو بقي علي صالح في الحكم لما حصل ما حصل اليوم من قتال مدمر في اليمن، ولو بقي القذافي في الحكم لكان الوضع ارحم من أيام الاقتتال التي نراها اليوم.

 

هؤلاء الأشخاص مخطئون تماما، والسبب في سوريا مثلا أن بشار كان حاكما مجرما وكان ظلمه يشتد يوما بعد يوم، والذي قرأ عن مجازر حماة وسجن صدنايا مثلا يدرك أن هذا النظام كان يمارس نفس الأعمال ولكن ببطئ شديد بالنسبة لما نراه اليوم، والثورة عليه أظهرت حقيقة هذه الأعمال ولكنها لم تكن شديد وكثيرة مثل هذه الأيام، والصبر على بشار كان عبارة عن عملية قتل بطيء لأهل سوريا وبعيدا عن أجهزة الإعلام، ولو أمكن تغيير شخص بشار مثل ما حصل في مصر وتونس اليمن وليبيا لغيروا الرئيس وابقوا أجهزته الأمنية، ولكن الوعي في سوريا كان قويا مما جعل الناس يطالبون من أول يوم بتغيير النظام من جذوره، مما جعله يكشر عن أنيابه من أول يوم.

 

أما في مصر وتونس واليمن وليبيا فان المشكلة هي في فهم ما جرى، فان الأنظمة في تلكم البلاد لم تتغير أبدا، ولكن تلك الأنظمة التي يديرها الغرب الكافر بدأت بالدفاع عن أنفسها ولكن بالتدريج ، فكانت الخطوة الأولى إزالة الرئيس وخداع الناس بالديمقراطية والدولة المدنية، ولكن لما رأوا أن هذه الخطوة لم تفلح بدأت هذه الأنظمة بالتكشير عن أنيابها، هذا بالإضافة إلى الصراع الدولي بين المستعمرين الأوروبيين والأمريكان على بلاد المسلمين مما زاد الوضع سوءا.

 

إذن في تلك البلاد الأنظمة لم تتغير، والحاصل أن هذه الأنظمة بعد أن شعرت بالتهديد الحقيقي وهو التهديد الذي يهدد النظام الجمهوري القائم على الديمقراطية، أي بعد أن أدرك الناس أن المشاكل سببها النظام الديمقراطي والديمقراطية والدولة المدنية وهي دين الغرب وسبب الفساد الحقيقي في بلادنا وأدركوا أن الخلافة هي الحل، وليس فقط تغيير شخص الرئيس، بدأت هذه الأنظمة بالتكشير عن أنيابها كما حصل في تونس ومصر، وفي ليبيا واليمن فان صورة تقاتل المستعمرين للسيطرة على تلك البلاد هو السائد.

 

ولذلك فإن القول أن بقاء هذه الأنظمة كان أفضل هو تفكير خاطئ، لأن ظلمها كان سيشتد، وعملية التخلص من الأنظمة لا بد أن تمر بمراحل وهذه المراحل يمكن اختزالها بخطوات قليلة وغير مكلفة كثيرا لو وجد الوعي، ولكن عدم وجود الوعي كلف الناس الكثير، ومع ذلك فان الصواب الأكيد هو العمل على التخلص من هذه الأنظمة وليس الصبر على ظلمها، لأن الصبر على ظلم هؤلاء الحكام وحكمهم بالكفر هو من الكبائر في شريعة الإسلام ولن يجر سكوت المسلمين على تلك الأنظمة إلا الويلات عليهم، وإن عدم الوعي أول الأمر كلف المسلمين الكثير، ومع ذلك فإن الوعي الذي بدأ يصل إلى حلاقيم الأنظمة وبدأ يهدد أنظمتهم من جذورها بعد الثورات، هذا الوعي المتزايد بدأ يقلقهم مما جعلهم يستعملون القوة لإسكات هذا التحرك نحو قلع الأنظمة من جذورها، وجعلهم يلجؤون إلى أساليب قذرة مثل إشعال الفتنة الطائفية بدعم مخابراتي من الأنظمة والغرب الكافر بين السنة والشيعة، ومثل التفجيرات في المساجد والفنادق وغيرها من الأماكن وإلصاقها بالإسلام لتبرير الحرب على الإسلام تحت اسم الحرب على الإرهاب، ومثل إعلان الخلافة الوهمية الداعشية لتشويه فكرة الخلافة، ومثل الإجراءات الواضحة ضد كل ما هو إسلامي، علهم يسكتون تطلعكم نحو الخلاص الحقيقي بهدم تلك العروش وإقامة الخلافة الحقيقية على أنقاض تلك العروش.

فالمرحلة التي نحن فيها هي مرحلة تشعر فيها الأنظمة بالتهديد الحقيقي وتشعر بدنو اجلها وتشعر بنور الخلافة بدا يسطع بالأفق، ولذلك ستعمل بكل ما أوتيت من قوة لمنع خلاصكم منها، والمحرك الرئيس لها هو الغرب الكافر الذي يعبد صنم الديمقراطية.

فإلى العمل لإقامة الخلافة ادعوكم أيها المسلمون ففيها فقط خلاصكم، وان حزب التحرير بين أظهركم يعمل لهذه الغاية فسيروا تحت جناحه فان الوعي والفكر الذي يمتلكه سيجعلكم تهدمون هذه الأنظمة وسيجنبكم الكثير من الفخاخ المنصوبة لكم لتيئيسكم من السعي نحو التغيير.

http://naqed.info/forums/index.php?showtopic=4140

الخميس, 12 تشرين2/نوفمبر 2015 17:58
انتباه، فتح في نافذة جديدة. PDFطباعةأرسل إلى صديق

نفائس الثمرات
إذا أبغض الله شخصا تركه متخبطا في كل حال


سئل ابن القيم رحمه الله: إذا أنعم الله على الإنسان بنعمة كيف يعرف إن كانت فتنة أم نعمة؟ قال: إذا قربته من الله فهي نعمة وإذا أبعدته فهي فتنة.


وقال رحمه الله: إذا أبغض الله شخصا تركه متخبطا في كل حال، ولم يخلق له همة لطلب المعالي وشغله بالرذائل عن الفضائل والعياذ بالله.

 

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

 

 

 

30 من محرم 1437
الموافق 2015/11/12م

 

 

 http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/index.php/contents/entry_53029

الخميس, 12 تشرين2/نوفمبر 2015 17:54
انتباه، فتح في نافذة جديدة. PDFطباعةأرسل إلى صديق

حزب العدالة والتنمية علمانيٌّ حتى النخاع

 

الخبر:

 

بحث برنامج "في العمق" على قناة الجزيرة، في حلقة الاثنين، 2015/11/9م، التجارب الإسلامية داخل النظام العلماني، في ضوء الفوز الكبير الذي حققه حزب العدالة والتنمية التركي، وكان محور الحلقة بحث التعارض والتلاقي بين الأحزاب الإسلامية والعلمانية... وقد قال أستاذ التاريخ العربي في معهد الدوحة للدراسات العليا (يوسف الشويري): "إن الاختلافات لا تضرب المعنى الأساسي للعلمانية التي هي محاولة لخلق مساحة عامة حيادية، يلتقي فيها المواطنون لممارسة حقوقهم وواجباتهم"، ويضيف الشويري: "العلمانية ظُلمت بالقول بأنها تعادي الدين، فهي إنما أتت في أوروبا لتحل التطاحن بين المذاهب والحروب بين البروتستانت والكاثوليك، حتى أتى عصر الأنوار وخرجت مقولات تدعو للتسامح." من ناحيته قال النائب في البرلمان عن حزب العدالة والتنمية (أمر الله أيشلر): "تركيا الآن تطبق العلمانية بشكل مرن على عكس التطبيق المتشدد سابقًا الذي كان يقلد العلمانية الفرنسية."

 

التعليق:

 

من المعلوم أن تركيا قد أجرت انتخابات برلمانية مرتين هذا العام، في المرة الأولى لم يتمكن حزب العدالة والتنمية من تحقيق الغالبية الكافية لتشكيل الحكومة منفردا، لكن بعدها استجدت أمور مفضوحة لأي متابع سياسيّ، منها توقيع اتفاقية بين تركيا وأمريكا، يُسمح للأمريكان بموجبها باستخدام الأراضي التركية لضرب تنظيم الدولة، ومنها كذلك التفجيرات المريبة في تركيا التي تذّرعت بها الحكومة لضرب الأكراد، وآخرها اعتقالات في كافة أنحاء تركيا بذريعة محاربة تنظيم الدولة، بعد تفجير المترو في أنقرة الذي أسفر عن قتل الكثيرين، فكل هذه الأحداث، وغيرها، واضح أن هدفها رفع شعبية حزب العدالة والتنمية، وثبت ذلك في الانتخابات الثانية، لكنها شعبية اكتسبها الحزب بدماء أهل العراق وسوريا!

 

الأمر الآخر الذي يجب الوقوف عليه هو التصريحات المتبجحة من قيادات حزب العدالة والتنمية، بأنه حزب علماني لكن بشكل حديث! ما يجعله في صفوف العلمانيين في العالم، من فرنسا عدوة الإسلام والمسلمين إلى رأس الأفعى أمريكا، فأي حظيرة تلك التي وضع نفسه فيها؟! ومع ذلك يصرّح الحزب بأنه إسلامي، فكيف يكون كذلك وهو في حكمه الذي استمر أكثر من 12 سنة لم يحكم بالإسلام؟! إن الإسلام والعلمانية لا تجتمعان، فالعلمانية عقيدتها فصل الدين عن الحياة، فهي تنبذ الدين في قمة الجحود للخالق. قال الله سبحانه وتعالى: ﴿فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾، وهناك الكثير من الآيات غيرها التي تدل دلالة قطعية على أن الحكم لله، قال سبحانه وتعالى: ﴿إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ ۚ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾.

 

غريبٌ أمركم يا أفراد حزب العدالة والتنمية، تقولون بأنكم مسلمون، ولا نرى من إسلامكم شيئًا سوى الكلام! تدّعون أنكم ورثة العثمانيين، وأنتم أبعد الناس عنهم! تدّعون أنكم تسعون لتطبيق الإسلام، وأنتم من صنعتم علمانية جديدة ألبستموها لباس الإسلام، والإسلام منها براء! عجيبٌ أمركم، ترفعون القرآن وتحفظونه، وتقيمون الصلاة، ثم تتحالفون مع من أغلق المساجد، ومنع النقاب، وحارب المسلمين في كل قطر يقطنون فيه! عجيبٌ أمركم، تدمع أعينكم لقتل الأطفال والنساء في أرض الإسراء والمعراج، ثم تسمحون لأعدائهم باستخدام أراضيكم للتدرب عليها! تذرفون الدموع على أهل الشام وأنتم تديرون لهم ظهوركم! أهذه العلمانية، أم أنتم تفوّقتم عليها؟!

 

إن العلمانية التي تتبجحون بها هي فصل الدين عن الحياة، تجعل الإسلام طقوسًا ولا دخل له في الحياة، وكما صرّحتم، وضيف الحلقة قد قالها، إن الدين لا يتعدى عندكم العبادات والأخلاق. فهل هذا هو الدين الذي أنزله الله سبحانه وتعالى ليكون مهيمنًا على الدين كله، ويكون الحكم له في كل صغيرة وكبيرة؟! إن الدين الذي نعتز به نحن المسلمين جاء من خالق الخلق كلهم، وهو يعلم ما هو أفضل لهم، وهو الذي جلب لنا الهناءة والاستقرار على مدار التاريخ. إنّ الإسلام لم يُنزل على المصطفى عليه الصلاة والسلام لننبذه بعده، ونحرف ونغير كما نحب ونرغب، ونبدل به حصاد الفساد في أوروبا.

 

ومما تعرّض له البرنامج قوله أن دُعاة الخلافة لا يمتلكون سوى حلم يتغنون به، فكيف تكون حلمًا، وقد حكمت أكثر من 13 قرنًا من الزمان، ولم تجلب سوى الخير، والخير فقط؟ ولكن تآمر المستعمر الإنجليزي (صانع الجمهورية التركية) والمستعمر الفرنسي (صانع العلمانية)، هو ما هدمها، والتاريخ شاهد على ذلك، فكيف يقدح بالإسلام وحكمه أمثال هؤلاء، ولا يجدون من يوقفهم عند حدّهم؟!

 

وهناك ملاحظة ذكرها أحد الضيوف، وهي أن الحركات المعتدلة تفتقر إلى المنهج والأجندة الخاصة بعد استلام الحكم، وأنه لا يوجد عندها نظام اقتصادي قابل للتطبيق. وهذه حقيقة، نعم، إن الحركات المعتدلة، ومنها حزب العدالة والتنمية، لا تملك منهجًا قوامًا، ولا نظامًا اقتصاديًا يؤمن الرفاه، بل منهجًا فاسدًا منتشرا في العالم كله. ولكنّ هناك حزباً واحداً لديه مشروع كامل مستنبط من الشريعة الإسلامية لنظام الحكم، والاقتصاد، والاجتماع، والتعليم... قابل للتطبيق لحظة وصوله إلى الحكم، وهو حزب التحرير، الذي تتعمد وسائل الإعلام تجاهله. لكن الشمس لا تُغطى بغربال، وحزب التحرير كالشمس وسط السماء، يريد أن يعيد لهذه الأمة أمجادها، ويطبق الإسلام الذي تتوق إليه شعوب العالم كلها.

 

مهما حاول الإعلام والإعلاميون إظهار العلمانية بشكل حسن ومبهر، من أجل حرف البوصلة التي توجه المسلمين نحو إسلامهم، فإنهم لن ينجحوا، فقد فات قطار التنازلات، وفاحت رائحة العلمانية النتنة التي أضحى أصحابها يبحثون عن بديل لها، فلا يظننّ أحد أنه سيدخل العلمانية على أمة أفاقت وأصبحت واعية ومدركة لمكائد الشيطان. إن أمة الإسلام تؤمن بالله وأنه المعبود وحده، وبأن الدين عند الله الإسلام، ويجب أن يُطبق، وجعلهم يتخلون عن إسلامهم هو في أوهام الغرب وتخيلاته، ومحاولاته لن تكون سوى عثرة تزيد الأمة قوة بإذن الله.

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

د. ماهر صالح - أمريكا

                                 

30 من محرم 1437

الموافق 2015/11/12م           

 http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/index.php/contents/entry_53025

الصفحة 71 من 74

النقد الإعلامي

خطر تبعية الإعلام العربي للإعلام الغربي على المرأة المسلمة

خطر تبعية الإعلام العربي للإعلام الغربي على المرأة المسلمة؛ وكالة معاً من فلسطين نموذجاً: مقدمة مـنذ أن اكتشف الغـرب أن قوة الإسلام والمسلمين تكمن في عقيدته وما ينبثق عنها...

التتمة...

قبول الآخر فكرة غربية يراد بها تضليل المسلمين وإقصاء الإسلام عن الحكم

بقلم: علاء أبو صالح تمهيد : الصراع الفكري هو أبرز أشكال صراع الحضارات، واستخدامه يأخذ أساليب وصوراً مختلفة تبعاً لمتطلبات هذا الصراع وأحواله المستجدة. فقد يأخذ الصراع الفكري الحضاري شكل...

التتمة...

استفتاءات الرأي العام الموجهة وحدود الهزيمة

News image

تحت عنوان: "غالبية الجمهور يدعون الرئيس لاتخاذ خطوات أحادية من جانبه ضد إسرائيل"، نشرت وكالة معا نتيجة استفتائها الاسبوعي على الانترنت، حيث ذكرت أنّه "في حال أخذت أمريكا قرار فيتو...

التتمة...

إقرأ المزيد: تقارير النقد الإعلامي

حتى لا ننسى / قضايا أغفلها الإعلام

الأرض المباركة: الفعاليات التي نظمت ضمن الحملة العالمية في ذكرى فتح القسطنطينية

          بسم الله الرحمن الرحيم   الأرض المباركة: الفعاليات التي نظمت ضمن الحملة العالمية في ذكرى فتح القسطنطينية  ...

التتمة...

إندونيسيا: الفعاليات التي نظمت ضمن الحملة العالمية في ذكرى فتح القسطنطينية

    بسم الله الرحمن الرحيم     إندونيسيا: الفعاليات التي نظمت ضمن الحملة العالمية في ذكرى فتح القسطنطينية     بتوجيه من...

التتمة...

عدد قياسي للضحايا المدنيين الأفغان في 2016

News image

  نشرت الجزيرة نت التقرير التالي عن الأمم المتحدة : تقرير: عدد قياسي للضحايا المدنيين الأفغان في 2016 أعلنت الأمم المتحدة أن عدد...

التتمة...

إقرأ المزيد: قضية أغفلها الإعلام

اليوم

الخميس, 28 آذار/مارس 2024  
19. رمضان 1445

الشعر والشعراء

يا من تعتبرون أنفسكم معتدلين..

  نقاشنا تسمونه جدالا أدلتنا تسمونها فلسفة انتقادنا تسمونه سفاهة نصحنا تسمونه حقدا فسادكم تسمونه تدرجا بنككم...

التتمة...

النَّاسُ بالنَّاسِ ما دامَ الحـياءُ بــهمْ

نفائس الثمرات النَّاسُ بالنَّاسِ ما دامَ الحـياءُ بــهمْ والسـعدُ لا شــكَّ تاراتٌ وهـبَّاتُ النَّاسُ بالنَّاسِ ما دامَ...

التتمة...

إعلام ُ عارٍ

إعلام عار ٍ يحاكي وصمة العار      عار ٍ عن الصدق في نقل ٍ وإخبارِ ماسون يدعمه مالا وتوجيها         ...

التتمة...

إقرأ المزيد: الشعر

ثروات الأمة الإسلامية

روائع الإدارة في الحضارة الإسلامية

محمد شعبان أيوب إن من أكثر ما يدلُّ على رُقِيِّ الأُمَّة وتحضُّرِهَا تلك النظم والمؤسسات التي يتعايش بنوها من خلالها، فتَحْكُمهم وتنظِّم أمورهم ومعايشهم؛...

التتمة...

قرطبة مثلا

مقطع يوضح مدى التطور الذي وصلت اليه الدولة الاسلامية، حيث يشرح الدكتور راغب السرجاني كيف كان التقدم والازدهار في  قرطبة.

التتمة...

إقرأ المزيد: ثروات الأمة الإسلامية

إضاءات

آخر الإضافات

JoomlaWatch Stats 1.2.9 by Matej Koval