اتصل بنا

...

إلى أهلنا الصابرين في الشام ... وقفات مع سورة البروج

انتباه، فتح في نافذة جديدة. PDFطباعةأرسل إلى صديق
إلى أهلنا الصابرين في الشام

وقفات مع سورة البروج



قال تعالى: {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ (1) وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ (2) وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ (3) قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ (4) النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ (5) إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ (6) وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ (7) وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (8) الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (9) إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ (10) إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ (11) إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ (12) إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ (13) وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ (14) ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ (15) فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ (16) هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ (17) فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ (18) بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي تَكْذِيبٍ (19) وَاللَّهُ مِنْ وَرَائِهِمْ مُحِيطٌ (20) بَلْ هُوَ قُرْآَنٌ مَجِيدٌ (21) فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ (22) }

هذه سورة كريمة إخوتي في الله أهل الشام الأبرار، فإن كنتم تعانون من بطش بشار فإن المسلمين إخوتكم في مناطق كثيرة يعانون من بطش الكفار والسبب في معاناتهم هو سيطرة الكفر على بلاد المسلمين وغياب الخلافة، فحيثما غاب سلطان الإسلام استوحش الكفار واستذأبوا وبطشوا في المؤمنين، أما عندما يكون لهم دولة فإن الكفار يخسؤون في جحورهم ولا يتكلمون أبدا ويبقون مطأطئي رؤوسهم لا يجرؤون على رفعها في حضرتكم، وأحببت أن ابتدأ في هذه المقدمة لأبين لكم أن سبب مصائبنا كمسلمين هو غياب سلطان الإسلام عن الأرض أي غياب الخلافة، وأن العمل لإعادة دولة الخلافة يجب أن تكون العمل الرئيسي لكل مسلم موحد على هذه الأرض كي يوجد الدولة التي تطبق شرع الله وتحمي المسلمين من أذى الكفار وحقدهم المدفون في صدورهم.

أيها الأهل الصابرين في الشام

ابتدأت السورة بالقسم بمخلوقات الله تعالى، ابتدأت القسم بعظيم خلق الله تعالى، فان البشر وما ملكوا لا شي يذكر في عظيم خلق الله تعالى، وإنهم مهما عتوا وتجبروا وطغوا فإنهم أضعف ملايين المرات من بعض مخلوقات الله تعالى، إذ لو شاء الله لأمر ملكا من السماوات العلا فضربهم بجناحه فخسف بهم الأرض ولأخفى آثارهم من الوجود بكل قوتهم وجبروتهم وتعدد نحلهم ومللهم.

ثم يبين الله أن يوم القيامة ذلك اليوم العظيم هو يوم موعود سيتم جمع جميع الظالمين فيه، بشار وفرعون وأوباما وترامب وكل الحكام الخونة وكل المجرمين على مر التاريخ والعصور، سيتم جمعهم وسيكونون في أذل صورة وأحقرها، وإن غمسة لهم في نار جهنم ستنسيهم كل نعيم ذاقوه، وان غمسة واحدة في الجنة لكل مظلوم مقهور قد قتل ظلما وعدوانا ستجعله ينسى أنه مسه ظلم في يوم من الأيام، نعم إخوتي إن الآخرة هي حياتنا الحقيقية مهما لاقينا فيها من بطش وظلم وضنك، فالله العلي القدير لا يظلم عنده أحد، فان الظالم وان علا في هذه الدنيا فان مصيرا اسود ينتظره، وان المضطهد المعذب من أهل الجنة سيلاقي جزاء صبره واحتسابه لما لاقاه من ظلم وعسف في هذه الدنيا الفانية، فاحتسبوا أجركم عند الله تعالى.

أصحاب الأخدود قوم آمنوا بالله تعالى، ولا أريد أن أسرد قصتهم بالتفصيل فمكانها في كتب التفسير، ولكن أحببت أن اعلق على ما فيه تسلية لكم أخوتي في الشام، قوم امنوا بالله وكان الجزاء فورا حفرا كبيرة من النار لقاء إيمانهم، لم يمكثوا في هذا الإيمان كثيرا، فامتحنهم الله تعالى بسرعة، لم يكن هناك من ينقذهم أو يبعث لهم مددا لينقذهم، فلم يكن أمامهم إلا أمرين اثنين لا ثالث لهما: "نجاة في الدنيا وعذاب في الآخرة، أو عذاب في الدنيا ونعيم في الآخرة"، فاختاروا بأجمعهم رجالهم ونساءهم وأطفالهم الحرق في النار على أن يتركوا دينهم، ولكم أن تتخيلوا أليم عذابهم في الدنيا، فهذا اختبار صعب اليم شديد، ولكنهم كانوا يعلمون أن لسعة نار الدنيا مهما قست فهي لا شيء بشدة عذاب الجحيم في الآخرة فاختاروا الشهادة على الكفر.

أما موقف المجرمين فقد جلسوا على الكراسي يشربون ويأكلون وينظرون بكل صلف وغرور وكأنها مسرحية تعرض أمامهم كما يحصل اليوم معكم إخوتي، ينظرون إلى من يحرقونهم وهم يتلذذون بذلك، واليوم ينظرون إليكم تقتلون وتسفك دماؤكم وتقصفون بالبراميل المتفجرة والغاز السام وهم يتلذذون بصور قتلاكم.

في السابق كان الملك الظالم صريحا انه يقتلهم من اجل دينهم وعقيدتهم الإسلامية، واليوم ينافقون ويدجلون وهم كلهم يدعمون الأسد، أمريكا من صنعت بشار وأبيه تحميه، وإيران كلب أمريكا تسانده بحقد فارسي مغلول، وروسيا تبحث عن العظمة على جثث الأطفال والنساء، والسعودية وتركيا يدعمون خطط أمريكا في تركيعكم وهم يدعون أنهم معكم....، نعم إخوتي الملك الظالم والذي قتل أهل الأخدود كان صريحا في قتله للمؤمنين بسبب عقيدتهم، أما الملوك الظالمين اليوم فهم منافقون لا يجرؤون أن يصرحوا أنهم يحاربونكم لأنكم مسلمين، وهذا إن دل فيدل على خوفهم من يقظة المسلمين في العالم والتي نسأله تعالى أن تكون قريبة لينقذوكم مما انتم فيه.

هذا هو حال الظالمين يقتلون الأبرياء ويتلذذون بقتلهم ورؤية أشلائهم، غير أن الملك الظالم قد أباد أهل الأخدود، أما ملة الكفر اليوم فلن تستطيع بإذنه تعالى إبادة المسلمين أو حتى إبادة أهل الشام الأبرار بإذنه تعالى، فوجود المسلمين اليوم يعني وجود الإسلام والله تعالى قد وعد بحفظ دينه وحفظ دينه لا يكون إلا بوجود المسلمين وعدم فنائهم مهما تعرضا له من ضنك.

أيها الأهل في سوريا

يبين الله تعالى سبب القتل وهو الإيمان بالله تعالى، وأيضا سبب عداء الكفار لكم ليس تنظيم الدولة أو الإرهاب بل هو الإيمان بالله تعالى، وهذا يعني أنه يجب أن تكون العلاقة بيننا وبين الكفار في العالم علاقة صراع حضاري حتى تسود حضارة الإسلام على هذه الحضارات العفنة، وهذا يوجب إقامة الخلافة كي تحرر بلاد المسلمين مما هم فيه.

وها هو الله تعالى يبين أن من تعرضوا لعباد الله فمصيرهم عذاب اليم شديد لا ينتهي وهم يحرقون ويعذبون في نار جهنم، وان من ظلم فمصيره جنات النعيم، خلود للكافرين في العذاب وراحة ونعيم للمؤمنين في جنان النعيم، هذا وان المؤمنين المبتلين يصب عليهم الأجر صبا يوم القيامة حتى أن أهل العافية ليتمنون أنهم قطعوا بالسواطير وحرقوا بالنار عندما يرون ما أعده الله لعباده المؤمنين المبتلين من اجر عظيم.

فالله يعقب إخوتي أن بطشه بالظالمين اليم شديد وأنهم مهما ظلموا فان مصيرهم الزوال، وانظروا إن شئتم إلى جميع الطغاة، أين فرعون والنمرود، أين أبو جهل وأتاتورك أين كل طاغية ظلم وتجبر، زالوا وانتهوا ويوم القيامة مصير اسود ينتظرهم، فالله هو الخالق وهو المحيي وهو المتصرف في هذا الكون كيفما يشاء، ولكن اقتضت سنته أن يبتلي عباده المؤمنين في هذه الدنيا الفانية، يبتليهم ليرفع درجاتهم وليحط من خطاياهم، وليمتحن إيمانهم به سبحانه وتعالى، فإن الثمن يوم القيامة عظيم وهو الجنة، وهي سلعة غالية نسأله تعالى أن نكون وإياكم من أهلها.

والله يقول انه فعال لما يريد، أي أنه ينفذ في هذا الكون ما يريده وبالطريقة التي يريدها وبالكيفية التي يريدها وفي الزمن الذي يريده، أما جميع الكفار فإنهم بجميع قوتهم وجبروتهم تحبط خططهم وتفشل ويغيرونها، ويتآمرون وينافقون لضعفهم، ومع ذلك مصيرهم النهائي الفشل وغلبة أهل الحق لهم، وفي الآخرة عذاب شديد ينتظرهم.

تذكروا قوم نوح وهود وصالح ولوط وفرعون والنمرود تذكروا كل هؤلاء الطغاة لتدركوا انهم لا شيء وان الله أهلكهم جميعا، وأنهم مهما علوا فان مصيرهم اسود واليم شديد، فالله محيط بالكافرين ويسيطر عليهم ولن يفلتوا من عقابه وعذابه الأليم. 

أيها الأهل الصابرين في الشام

إن ما يصيبكم لم يكن ليخطئكم، ولكنه قدر الله لكم، يرفع به درجاتكم ويكفر به من سيئاتكم، وان ما يصيب المسلمين بشكل عام هو ضريبة حتمية يدفعها المسلمون لغياب الخلافة، وان الواجب على المسلمين هو العمل الجاد لإعادة الخلافة حتى تطبق شرع الله وتحمي المسلمين وتنتقم شر انتقام من أعدائهم.

لستم الوحيدين في هذا الزمان، تذكروا بورما وكشمير وكوسوفا وأفريقيا الوسطى وتركستان ومسلمي آسيا الوسطى والجرح الغائر في قلب الأمة الإسلامية فلسطين، تذكروا أهل الأندلس وغزو الصليبين والتتار، تذكروا ما تعرض لهه المسلمون بسبب ضعفهم وتفرقهم، وستدركوا أنها سنة إلهية، وأن على المسلمين العمل الجاد لإعادة سلطان الإسلام لأنه لا أمان لهم إلا بعودة الخلافة.

فنسأل الله تعالى أن يفرج كرباتكم ويقصم ظهر عدوكم، ويعجل بإقامة الخلافة كي تخلص المسلمين أجمعين من شرور الكفار وأذاهم. 

http://naqed.info/forums/index.php?showtopic=5272&hl=




اليوم

الخميس, 28 آذار/مارس 2024  
19. رمضان 1445

الشعر والشعراء

يا من تعتبرون أنفسكم معتدلين..

  نقاشنا تسمونه جدالا أدلتنا تسمونها فلسفة انتقادنا تسمونه سفاهة نصحنا تسمونه حقدا فسادكم تسمونه تدرجا بنككم...

التتمة...

النَّاسُ بالنَّاسِ ما دامَ الحـياءُ بــهمْ

نفائس الثمرات النَّاسُ بالنَّاسِ ما دامَ الحـياءُ بــهمْ والسـعدُ لا شــكَّ تاراتٌ وهـبَّاتُ النَّاسُ بالنَّاسِ ما دامَ...

التتمة...

إعلام ُ عارٍ

إعلام عار ٍ يحاكي وصمة العار      عار ٍ عن الصدق في نقل ٍ وإخبارِ ماسون يدعمه مالا وتوجيها         ...

التتمة...

إقرأ المزيد: الشعر

ثروات الأمة الإسلامية

روائع الإدارة في الحضارة الإسلامية

محمد شعبان أيوب إن من أكثر ما يدلُّ على رُقِيِّ الأُمَّة وتحضُّرِهَا تلك النظم والمؤسسات التي يتعايش بنوها من خلالها، فتَحْكُمهم وتنظِّم أمورهم ومعايشهم؛...

التتمة...

قرطبة مثلا

مقطع يوضح مدى التطور الذي وصلت اليه الدولة الاسلامية، حيث يشرح الدكتور راغب السرجاني كيف كان التقدم والازدهار في  قرطبة.

التتمة...

إقرأ المزيد: ثروات الأمة الإسلامية

إضاءات

JoomlaWatch Stats 1.2.9 by Matej Koval