مع الحديث الشريف باب ومن سورة البقرة

انتباه، فتح في نافذة جديدة. PDFطباعةأرسل إلى صديق

مع الحديث الشريف

باب ومن سورة البقرة

 

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

جاء في تحفة الأحوذي، في شرح جامع الترمذي "بتصرف" في "باب ومن سورة البقرة".

 

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِهِ: "وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا" قَالَ: عَدْلًا. قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.

 

قوله: وكذلك جعلناكم أمة وسطا، الكاف في قوله وكذلك كاف التشبيه جاء لشبه به، كذلك جعلناكم أمة وسطا، يعني عدولا خيارا (قال: عدلا) أي قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في تفسير قوله تعالى: (وسطا) عدلا. وروى البخاري في صحيحه هذا الحديث مطولا، وكذا الترمذي بعد هذا وفي آخر حديثهما، والوسط: العدل.

 

قال الطبري: الوسط في كلام العرب الخيار، يقولون فلان وسط في قومه وواسط إذا أرادوا الرفع في حسبه، قال: والذي أرى أن معنى الوسط في الآية الجزء الذي بين الطرفين، والمعنى أنهم وسط لتوسطهم في الدين، فلم يغلوا كغلو النصارى، ولم يقصروا كتقصير اليهود، ولكنهم أهل وسط واعتدال.

 

هذا هو تفسير كلمة "وسطا" التي وردت في الآية الكريمة، فأن يأتي إنسان ويفسر هذه الكلمة تفسيرا لا ينسجم مع الإسلام؛ بل ومخالفا تفسير رسولنا الكريم - صلى الله عليه وسلم-؛ بل ومنسجما مع الواقع السيّء الذي تحياه الأمة، فهذه مغالطة وخطأ كبير. ذلك لأن الإسلام لا يقبل القسمة على اثنين، فلا توسط بين حكم شرعي وحكم شرعي آخر، فكيف يكون التوسط بين إسلام وكفر؟! فالإسلام لا يحتمل جزءا ولو ضئيلا من الكفر، فإما إيمان خالص لا كفر فيه، وإما لا إيمان. فلا وسطية بيننا وبين الكفر، ولا وسطية بين المسلمين والأمريكان والأوروبيين الذين ساموا أمة الإسلام خسفا وقتلا وقهرا سنوات وسنوات. فإلى من يدعو إلى هذه الفكرة الدخيلة، إلى أصحاب البرامج الوسطية نقول: كفاكم ظلما لأنفسكم ولأمتكم، فالأمة اليوم أكثر وعيا، وأكبر من أن يُضحك عليها، فلا حاجة لها بوسطيتكم، ولا بديمقراطيتكم، فإما أن تعودوا إلى رشدكم وإلى حضن أمتكم قبل فوات الأوان، وإما أن تلفظكم الأمة وتحاسبكم قريبا - إن شاء الله- على ما فرطتم في حقها.

 

احبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

. 24 من محرم 1437

الموافق 2015/11/06م    

             http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/index.php/contents/entry_52829           





إضاءات

JoomlaWatch Stats 1.2.9 by Matej Koval