خزانة الكتب

الجمعة, 12 آب/أغسطس 2016 21:23
انتباه، فتح في نافذة جديدة. PDFطباعةأرسل إلى صديق

بيان صحفي

 

يا جيوش المسلمين!

ألا يكفيكم ذبح وتجويع أطفال حلب حتى تتحركوا للدفاع عنهم؟!!!

(مترجم)

منذ الأسبوع الماضي والمسلمون في شرق حلب يتعرضون لحصار وحشي لا يوصف تقوم به قوات أسد والقوات الروسية. ويعيش أكثر من 300000 مدني، 60% منهم من النساء والأطفال، في المدينة المحاصرة وقد أخذت الإمدادات الطبية والماء والغذاء بالنفاد بشكل سريع. ووفقًا للأمم المتحدة، فإن الاحتياطيات الغذائية ربما تكفي لبضعة أسابيع فقط، وفي حال نفادها فإن المدينة ربما ستعاني من نفس المجاعة وسوء التغذية التي تعرضت لها مضايا وغيرها من المدن التي ترزح تحت حصار النظام السوري المجرم. وقد قال أحد عمال الإغاثة وهو من أهل سوريا ويقيم في مدينة حلب لهيئة الإذاعة البريطانية إنه منذ الحصار كان هناك بالفعل القليل من الطعام حتى إن 5 أرغفة خبز كان يجب أن تقوم بسد احتياج أسرة مكونة من 10 أفراد لمدة يومين. وإلى جانب ذلك، فإن القوات السورية والروسية تواصل قصف المدينة بشكل متواصل، وتقوم بذبح أهلها بشكل مستمر، بمن فيهم النساء والأطفال والرضع، وتحاول تدمير بنيتها التحتية والقضاء على أهلها بشكل تام. وقد أفادت الأمم المتحدة أن 4 مستشفيات وبنكاً للدم في شرق حلب قد تم ضربها مرات عديدة في 23 و24 تموز/يوليو من خلال القصف الجوي. وفي الأيام الأخيرة وقعت أيضًا غارتان في أقل من 12 ساعة على مستشفى الأطفال الوحيد الذي يعمل في المدينة. وفي 29 تموز/يوليو، تعرض مستشفى للولادة للقصف مما أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى.

 

إن النساء والأطفال المسلمين الأبطال في مدينة حلب يواجهون الآن خيارات مستحيلة؛ فإما أن يبقوا في المدينة ويتعرضون للذبح أو يواجهون الموت البطيء جوعًا، أو يحاولون مغادرتها وحينئذ يكون مصيرهم القتل على يد قناصة النظام أثناء هروبهم. ومع ذلك، وعلى الرغم من هذه المحنة الرهيبة، فقد خرجت أخواتنا المسلمات الباسلات إلى شوارع حلب للتظاهر دعمًا للمجاهدين، وهن لا يأبهن بقنابل ورصاص النظام المجرم، وقد رفعن لافتات كتب عليها "حلب تخوض المعركة نيابة عن الأمة"، وعبّرن عن إرادتهن لحماية الأمة لأن جيوش المسلمين قد تقاعسوا عن القيام بهذا الواجب! وقد حرق أطفال حلب الإطارات دون خوف في الشوارع لخلق ستار من الدخان الأسود لعرقلة حملة القصف التي يقوم بها أعداؤهم، لأن الذين يقع على أعتاقهم الدفاع عنهم قد آثروا البقاء في ثكناتهم!

 

لذلك فإننا نسأل كل قائد وضابط وجندي في جيوش المسلمين: ماذا تفعلون عندما يواجه الأطفال والرضع في حلب الجوع والذبح؟ لماذا تخليتم عنهم ليواجهوا مصيرهم؟ كيف يمكن أن تقبلوا لهؤلاء الأطفال القيام بالدفاع عن الأمة بسبب غياب جيش يحميهم؟ فرض قد جعله الله سبحانه وتعالى في أعناقكم وسيحاسبكم عليه يوم القيامة! لأكثر من 5 سنوات وحتى الآن، لقد شاهدتم أرض الشام المباركة تتحول إلى مسرح قتل جماعي لمئات الآلاف من إخوانكم وأخواتكم دون أن تتحركوا للدفاع عنهم! لأكثر من 5 سنوات وحتى الآن، كنتم تسمعون صرخات أخواتكم في سوريا وقد قام كلاب الأسد بإهانتهن أو تسمعون بكاءهن على أطفالهن وأسرهن القتلى دون أن تلبوا نداءهن! ولأكثر من 5 سنوات وحتى الآن، وأنتم تشاهدون أطفال سوريا يدفنهم القصف الجوي وهم أحياء أو يأكلون لحوم القطط والكلاب للبقاء على قيد الحياة دون العمل على إنهاء مصيبتهم! كيف ستجيبون الله سبحانه وتعالى عن تقاعسكم عن نصرتهم؟ ونحن ندعوكم لإجابة استغاثات إخوانكم وأخواتكم بأقصى سرعة فتكونوا الحماة المُخّلصين فتنالوا العز في الدنيا ورضا ربكم وحسن الثواب في الآخرة. وندعوكم لإعطاء النصرة لحزب التحرير لإقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي ستجيش الجيوش دون تأخير للقيام بواجبكم لتحرير المسلمين والدفاع عن المستضعفين منهم في جميع أنحاء العالم فتكونوا بذلك حماة الدين! يقول الله تعالى: ﴿وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَـذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا﴾ [النساء: 75]

د. نسرين نواز

مديرة القسم النسائي في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

- See more at: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/pressreleases/cmo_women/38730.html#sthash.zawCwW7H.dpuf

الجمعة, 29 تموز/يوليو 2016 23:31
انتباه، فتح في نافذة جديدة. PDFطباعةأرسل إلى صديق

ما هي وحدة الأمّة الإسلامية وكيف تكون

الأمّة الإسلامية أمّة واحدة، قال تعالى: ﴿إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ﴾ [الأنبياء: 92] وقال سبحانه: ﴿وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ﴾ [المؤمنون: 52]، والإسلام قد جعل المؤمنين إخوة قال تعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾ [الحجرات]، وهذه الأمة هي خير أمّة، وإنّما هي خير أمّة لأنها تملك خير عقيدة وخير نظام، وكانت أمّة واحدة بوحدة هذه العقيدة ووحدة هذا النظام، قال تعالى: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ﴾ [آل عمران].

 

والأمّة الإسلامية تقوم على الإيمان باللّه والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي هي أوامر اللّه ونواهيه، أي على العقيدة الإسلامية ونظام الإسلام الذي ينبثق عن هذه العقيدة، فالإيمان هو العقيدة، وأوامر اللّه ونواهيه هي النظام الذي ينبثق عن هذه العقيدة، وهذه هي المقوّمات الحقيقية للأمّة الإسلامية.

 

والإسلام قد وحّد هذه الأمّة حينما وحّد المقوّمات التي تقوم عليها، أي وحّد عقيدتها ونظامها.

 

أمّا من حيث العقيدة، فالإسلام قد ألزم هذه الأمّة عقيدة تمثل فكرة كليّة عن الكون والإنسان والحياة تعطي الصورة الحقيقيّة عن العالم، وجعل هذه الفكرة واضحة البيان جليّة المعنى بحيث لا جدال فيما تدل عليه، قال تعالى: ﴿وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا بَعِيداً﴾، وكما جعل هذه العقيدة قطعية الدلالة، جعل كذلك دليلها مقطوعا به، حيث إنّ العقائد لا تؤخذ إلا عن يقين، وأنّ ما كان دليله ظنّيا لا يدخل في العقائد، فالمسلم يحرم عليه أن يعتقد فيما لم يكن دليله جازما ويجب عليه أخذ عقيدته عن يقين، قال تعالى: ﴿فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ﴾.

 

فالإسلام حينما ألزم الأمّة هذه الفكرة القطعية، فقد ألزمها الوحدة والاجتماع عليها وعدم التفرّق فيها، قال تعالى: ﴿وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾.

هذا من حيث العقيدة، أمّا من حيث النظام الذي ينبثق عن هذه العقيدة، فالإسلام قد وحّد المصدر الذي يؤخذ منه هذا النظام، وبذلك وحّد النظرة إلى الحياة والغاية منها، كما وحّد الطريقة التي يتحقق بها وجود هذه النظرة وهذه الغاية في واقع الحياة.

 

فالمصدر الذي يؤخذ منه النظام قد بيّنه الإسلام بدون لبس ولا أدنى غموض، وهو الوحي، أي الكتاب والسنّة، لأنّها وحدها هي الوحي، قال تعالى: ﴿وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى﴾، وقال تعالى: ﴿وَما آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا﴾، وقال صلى الله عليه وسلم: «تَرَكْتُ فِيكُمْ أَمْرَيْنِ لَنْ تَضِلُّوا مَا تَمَسَّكْتُمْ بِهِمَا كِتَابَ اللَّهِ وَسُنَّةَ نَبِيِّهِ»، لذلك كان الكتاب والسنّة وما أرشدا إليه من إجماع صحابة وقياس هي الأدلّة القطعية التي أجمعت واجتمعت عليها الأمّة بشكل عام في جميع العصور.

 

والنظرة إلى الحياة هي من الوضوح بحيث لا يكاد يخلو دليل من الإشارة إليها، فالإسلام يصور الحياة على أنّها الحلال والحرام، فكل ما في هذه الحياة من أشياء وما يقع عليها من أفعال لا يخلو من أن يكون حلالا أو حراما، فالحلال يفعل والحرام يترك، والمسلم إنما يقدم على الفعل أو يحجم عنه بناء على ما يرى فيه من حلال أو حرام، فكان الحلال والحرام هو وجهة نظر المسلم في الحياة ومقياس أعماله الذي يزن به كل أمر قلّ أو جلّ.

 

والغاية من الحياة هي أكثر وضوحا، فيتم التقيد بمقياس الأعمال، وهو الحلال والحرام، ابتغاء مرضاة الله، وطمعا في ثوابه، وخوفا من عقابه، والذي يباشر هذا الثواب والعقاب هو اللّه تعالى، يثيب من رضي عنه ويعاقب من غضب عليه، لذلك كان نوال رضوان اللّه هو الغاية الحقيقية من الحياة، بل هو غاية الغايات وسعادة الحياة، قال تعالى: ﴿وَمَا لأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى، إِلا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الأَعْلَى﴾.

 

إن فلسفة الإسلام في وحدة هذه الأمة أنها أمة واحدة في إيمانها بالله وواحدة في طاعتها لله عز وجل، ولكن هذه الوحدة ليست شكلية أو نظرية بل هي عملية ولها طريقة تنفيذ وأحكام شرعية تضبطها ضبطا محكماً.

فالإسلامُ يرى أنَّ نظامَه إنَّما يُنَفِّذُهُ الفردُ المؤمِنُ بدافعِ تقوى اللهِ، وتنفِّذُهُ الدولةُ بشعورِ الجماعةِ بعدالَتِهِ، وبِتَعَاوُنِ الأُمَّةِ معَ الحاكمِ بالأمرِ بالمعروفِ والنهيِ عنِ المنكرِ، وبسلطانِ الدولةِ.

 

فالطريقة التي تجعل هذه النظرة وهذه الغاية موجودة في واقع الحياة، هي تقوى اللّه في الفرد فيما يخص الفرد، وسلطان الدولة في المجتمع فيما يخص الجماعة، أي السلطان الروحي والسلطان السياسي معا. والإسلام قد وحّد النظرة إلى هذه الأشياء فبيّن بدون لبس أن التقوى هي أساس التفاضل بين الناس مهما كانت أجناسهم وألوانهم، قال تعالى: ﴿إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ﴾، وقال صلى الله عليه وسلم: «لاَ فَضْلَ لِعَرَبِىٍّ عَلَى أَعْجَمِىٍّ وَلاَ لِعَجَمِىٍّ عَلَى عَرَبِىٍّ وَلاَ لأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ وَلاَ أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إِلاَّ بِالتَّقْوَى»، ومتى وجدت التقوى في النفوس وجد السلطان الروحي وهو أقوى سلطان يجعل الانضباط في سلوك الفرد المسلم أمرا طبيعيا ويجعل التقيد بالحكم الشرعي سجية لديه، قال تعالى: ﴿وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ﴾.

 

هذا من جهة السلطان الروحي، أما السلطان السياسي - أي الحكم - فقد جعله الإسلام ملازما للقرآن، وهذا في منتهى الوضوح ويتجلى في:

 

1.أنّ القرآن إنّما أنزل للحكم، قال تعالى: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ﴾، وقال سبحانه: ﴿وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ﴾، وقد حددت آية الأمراء بوضوح واجب وحق كل من الراعي والرعية، قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً﴾ [سورة النساء]، فولاة الأمور مأمورون بأداء الأمانات والحكم بالعدل، في حين إن الأمّة مأمورة بالطاعة في غير معصية، فإن وقع خلاف - أيُّ خلاف - فالكل مأمور بالرجوع إلى كتاب اللّه وسنّة رسوله صلى الله عليه وسلم.

 

2.نفى الإيمان عمّن يرفض الحكم بالقرآن والتّحاكم إليه، قال تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ﴾، وقال سبحانه: ﴿أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾ [المائدة]، وقال أيضا: ﴿فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً﴾ [النساء].

 

3.التأكيد على أن حياة المسلمين لا تستقيم إلا في ظل إمام عادل وخليفة راشد - وخليفة واحد ليس غير - وأنّ الأمّة يجب أن تجتمع كلمتها على هذا الخليفة. فمن ناحية أوجب على الأمّة عدم خُلوّ زمانها من خليفة يطبق شرع اللّه فيها، قال صلى الله عليه وسلم: «كَانَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ تَسُوسُهُمُ الأَنْبِيَاءُ، كُلَّمَا هَلَكَ نَبِيٌّ خَلَفَهُ نَبِيٌّ، وَإِنَّهُ لاَ نَبِيَّ بَعْدِي، وَسَيَكُونُ خُلَفَاءُ فَيَكْثُرُونَ»، قَالُوا: فَمَا تَأْمُرُنَا؟ قَالَ: «فُوا بِبَيْعَةِ الأَوَّلِ فَالأَوَّلِ، أَعْطُوهُمْ حَقَّهُمْ، فَإِنَّ اللَّهَ سَائِلُهُمْ عَمَّا اسْتَرْعَاهُمْ»، وقال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ خَلَعَ يَدًا مِنْ طَاعَةٍ لَقِىَ اللَّهَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لاَ حُجَّةَ لَهُ وَمَنْ مَاتَ وَلَيْسَ فِى عُنُقِهِ بَيْعَةٌ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً»، والقاعدة الشرعية أنّ "ما لا يتمّ الواجب إلاّ به فهو واجب"، ومن ناحية أخرى حرّم تعدّد الدولة الإسلامية كما حرّم تجزئتها، ورتب على ذلك أشد العقاب في الدنيا والآخرة، قال تعالى: ﴿وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ﴾، فأمر بقتال الفئة الباغية إن لم تقبل الصلح والخضوع لأمر اللّه، وقال صلى الله عليه وسلم: «إِذَا بُويِعَ لِخَلِيفَتَيْنِ فَاقْتُلُوا الآخَرَ مِنْهُمَا»، وقال أيضا: «مَنْ أَتَاكُمْ وَأَمْرُكُمْ جَمِيعٌ عَلَى رَجُلٍ وَاحِدٍ يُرِيدُ أَنْ يَشُقَّ عَصَاكُمْ أَوْ يُفَرِّقَ جَمَاعَتَكُمْ فَاقْتُلُوهُ»، وفي رواية أخرى «فَمَنْ أَرَادَ أَنْ يُفَرِّقَ أَمْرَ هَذِهِ الأُمَّةِ وَهِي جَمِيعٌ فَاضْرِبُوهُ بِالسَّيْفِ كَائِنًا مَنْ كَانَ». هذا في ما يخص عقاب الدنيا، أمّا عقاب الآخرة فإنّ الذي يُقتل من الفئة الباغية لا شك أنّه في النار، كما أنّ من يفارق الجماعة لا شك يحلّ عليه غضب اللّه، قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ خَلَعَ يَدًا مِنْ طَاعَةٍ لَقِيَ اللَّهَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لاَ حُجَّةَ لَهُ وَمَنْ مَاتَ وَلَيْسَ فِي عُنُقِهِ بَيْعَةٌ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً»، وصحّ عنه صلى الله عليه وسلم أنّ «مَنْ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ شِبْرًا فَمَاتَ، إِلاَّ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً»، وفي رواية أخرى «مَنْ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ شِبْرًا فَقَدْ خَلَعَ رِبْقَةَ الإِسْلاَمِ مِنْ عُنُقِهِ».

 

4.الثناء على الإمام العادل ورفعه إلى أعلى المنازل، فقد روي عنه صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ أَحَبَّ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأَدْنَاهُمْ مِنْهُ مَجْلِسًا إِمَامٌ عَادِل»، و«يَوْمٌ مِنْ إِمَامٍ عَدْلٍ أَفْضَلُ مِنْ عِبَادَةِ سِتِّينَ سَنَةٍ»، وقد عدّه صلى الله عليه وسلم: أوّل السبعة الذين «يظلهم اللّه في ظله يوم لا ظل إلا ظله»، ومن الثلاثة الذين «ليس بين دعوتهم وبين اللّه حجاب»، واعتبره درعا يحمي الأمّة حيث قال صلى الله عليه وسلم «الإِمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ».

 

5.إيجاب النّصح على الأمّة للخليفة واسترخاص الأنفس في سبيل ذلك، قال صلى الله عليه وسلم: «الدِّينُ النَّصِيحَةُ»، قُلْنَا لِمَنْ قَالَ: «لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ»، وقال صلى الله عليه وسلم: «أَفْضَلُ الْجِهَادِ كَلِمَةُ عَدْلٍ عِنْدَ سُلْطَانٍ جَائِرٍ أَوْ أَمِيرٍ جَائِرٍ»، وروي عنه صلى الله عليه وسلم أنّ «سيّد الشّهداء حمزة بن عبد المطّلب ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله».

 

ومما لا شك فيه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد مارس سلطات سياسية لا تصدر إلا عن حاكم وقائد دولة، كفصل الخصومات بين الناس في جميع الشؤون، وإقامة الحدود، وتعيين الولاة والقضاة، وتعبئة وقيادة الجيوش، وعقد المعاهدات، وغير ذلك من أمور السياسة الداخلية والخارجية على السواء، مما يلزم المسلمين جميعا بالدولة الإسلامية اتباعا للرسول صلى الله عليه وسلم ، وتأسيا به، وهو فرض عليهم، قال تعالى: ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا﴾، وقال أيضا: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ﴾.

 

والأمّة الإسلامية لم تختلف قط في وجوب الخلافة ووحدتها، وإنما كان الخلاف في شخص الخليفة، أي فيمن يكون خليفة، ورأي العلماء أنّ ولاية أمر الناس - أي الخلافة - من أعظم فرائض هذا الدين، بل هي أُمُّ الفرائض، إذ لا قيام للدين إلا بها، وهذا معنى قولهم "ما لا يتمّ الواجب إلاّ به فهو واجب"، فحفظ الدين وتنظيم الحياة على أساسه لا يتم إلا بالخلافة، وقد تواتر إجماع الصحابة رضوان اللّه عليهم على امتناع خُلوّ الزّمان من إمام وتركوا له أهم الأشياء وهو دفن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فالإجماع منعقد على أنّه لا يجوز أن يكون للمسلمين في وقت واحد في جميع الدنيا إمامان لا متفقيْن ولا مفترقين ولا في مكانين ولا في مكان واحد. فالأمّة كما لا يحلّ لها أن تعيش بدون خليفة لا يحلّ لها أن تعيش بأكثر من خليفة.

 

هذه هي المقومات الحقيقية التي تقوم عليها وحدة الأمّة الإسلامية، وهي وحدة العقيدة ووحدة النظام والعيش بهذه العقيدة وهذا النظام في واقع الحياة، وهي واضحة، بيّنة وجليّة لكل مسلم يقرأ القرآن الكريم والحديث الشريف ويتدبر ذلك.

 

بقلم: عبد الله عبد الرحمن (أبو العز)

جريدة الراية

http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/

الجمعة, 29 تموز/يوليو 2016 23:23
انتباه، فتح في نافذة جديدة. PDFطباعةأرسل إلى صديق

أردوغان ونظام الإسلام

 

 

قبل سقوط الخلافة الإسلامية وفي الفترة التي كانت فيها الدولة الإسلامية تنهار ظهرت حركات إسلامية تريد إنهاض المسلمين ولكنها فشلت، واستمر ظهور هذه الحركات بعد سقوط الدولة الإسلامية سنة 1924م ولكن قلة الوعي عندهم وقيامهم على فكرة عامة غير محددة وان هذه الحركات لم تكن تعرف طريقة لتنفيذ فكرتها وبسبب أنها كانت تعتمد على أشخاص لم يكتمل فيهم الوعي الصحيح وبسبب أن الرابطة بينهم ليست رابطة صحيحة من ناحية تكتلية فشلت هذه الحركات في إنهاض المسلمين، وتحقيق هذه الشروط الأربعة بالشكل الصحيح لازم لأي تكتل يريد إنهاض أمته، أضف إلى ذلك دهاء ومكر الكفار وانتشار أفكار الوطنية والقومية والثقافة الأجنبية بشكل عام والاستعمار العسكري والسياسي حال دون ذلك في ذلك الوقت، ولكن المسلمين لم ييأسوا بمجموعهم من العمل لإعادة حكم الإسلام، واستمر العمل لإنهاض المسلمين إلى أن هيا الله لهذه الأمة حزبا كحزب التحرير حزب فكرته واضحة مبلورة وكذلك الأمر طريقته، ولا يضم إلى صفوفه إلا من هضم ثقافته الحزبية والرابط بين أفراده هي الثقافة الحزبية، استطاع هذا الحزب ولله الحمد أن يشق طريقه وسط هذا الركام ويحيي فكرة الخلافة حتى أصبحت الأمة بمجموعها تطالب بعودة الخلافة في هذه الأيام بفضله وبفضل كل مخلص من المسلمين.

 

ولكن الغرب لا ينام عما يحصل في العالم الإسلامي، فدعم الغرب بمساندة من حكام المسلمين الحاليين حركات إسلامية تدعوا لفكرة تشبه الإسلام ولكنها ليست من الإسلام، هذه الفكرة هي فكرة الإسلام المعتدل، وهي الدعوة للديمقراطية والدولة المدنية (العلمانية) ومقياسهم المصلحة والمنفعة ويدعون للحوار مع الغرب وهذه الفكرة لا تمانع من العيش ضمن أطر المجتمع الدولي الحالي وضمن قوانينه وتلتجئ للأمم المتحدة ومجلس الأمن والمحاكم الدولية، وترفض الجهاد في سبيل الله لفتح البلدان أو تحرير البلاد المحتلة، وتدعو للسلام والتصالح مع الأعداء وإذا اضطروا دعوا إلى المقاومة بدل الجهاد، وطبعا هذا أبرز ما يميزها.

 

ومن الحركات التي تصدرت هذه الدعوة هي حركة الإخوان المسلمين وما يشابهها، فرأيناهم يؤيدون الحكومات التي تحكم بالعلمانية وينخرطون فيها بدعوى أنهم يريدون التدرج في تطبيق الإسلام، ولكن الواقع كذبهم فلم يتدرجوا أبدا في تطبيق الإسلام بل تدحرجوا في الظهور كعلمانيين بصورة أوضح، وهذا مثل الإخوان في مصر وتونس وفلسطين والمغرب والعراق واليمن والأردن وغيرها.

 

نأتي الآن إلى التجربة التركية، فهي تجربة مشابهة، فالعلمانيين الكماليين كانوا يتبعون الانجليز في العمالة، وكانت علمانيتهم قذرة جدا تحارب المظاهر الإسلامية، فجاءت أمريكا وعرفت كره الناس لهؤلاء العلمانيين فوجدت مطيتها في هذه التيارات الإسلامية التي تقول بالإسلام المعتدل، ودعمتها للوصول إلى الحكم بمساعدات اقتصادية وتهديدات للعلمانيين الكماليين، لكن العلمانيين الكماليين كانوا دائما ينقلبون على هؤلاء الإسلاميين ويسقطونهم كونهم يهددون علمانيتهم وكونهم يتبعون أمريكا، واستمر الأمر على هذه الحال حتى جاء حزب أردوغان وفعلا تم دعمهم بقوة وتم إنشاء بعض الأجهزة الأمنية برعاية أردوغان وتم دعمه اقتصاديا وبدأ الترويج له، وبدأ بقصقصة أجنحة العملاء الكماليين الموالين للإنجليز، شيئا فشيئا حتى إذا أحسوا بالخطر يزداد قاموا بالانقلاب عليه ولكن انقلابهم فشل، فكانت هذه فرصة لأردوغان للقضاء على أي نفوذ مناهض له في تركيا، وتسمع في الأخبار أن التجربة التركية في الحكم قد نجت من العلمانيين وان هذه التجربة الإسلامية هي التي يجب الاقتداء بها.

 

فهل فعلا التجربة التركية هي تجربة إسلامية كما يروج لها؟؟

 

بداية يجب أن نعرف ما هو نظام الإسلام في الحياة حتى نعرف هل حاد عنه أردوغان وجماعته أم لا، وهل تجربة الأخوان المسلمين في مختلف الأقطار هي تجارب إسلامية أم لا.

 

النظام الحاكم في أي بلد يظهر من عدة أنظمة تسير حياة الناس، وهذه الأنظمة هي نظام الحكم والنظام الاقتصادي والنظام الاجتماعي ونظام التعليم والسياسة الخارجية، وحتى يكون النظام متجانسا يجب أن تنبثق جميع الأنظمة من نفس البوتقة، وفي حالتنا كمسلمين فإن هذه البوتقة هي العقيدة الإسلامية.

 

ونظام الحكم في الإسلام هو نظام الخلافة، ويقوم هذا النظام على أربعة قواعد هي:

•             السيادة للشرع لا للشعب

•             السلطان للأمة

•             نصب خليفة واحد فرض على المسلمين

•             للخليفة وحده حق تبني الأحكام الشرعية فهو الذي يسن الدستور وسائر القوانين.

 

ومعروف أن الدولة هي كيان تنفيذي لمجموعة المفاهيم والمقاييس والقناعات التي يحملها الناس، والمفاهيم والمقاييس والقناعات التي يحملها الناس عندنا كمسلمين هي أفكار العقيدة الإسلامية هذا إذا أردنا إقامة دولة إسلامية، ومعنى كيان تنفيذي أي أن الدولة تنفذ الشرع الذي هو قوانين الدولة بقوة السلطان وشعور الجميع بعدالته وبالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من قبل الناس وبدافع التقوى عند الفرد في الدولة، وبناء عليه فان التجربة التركية في الحكم في ضوء هذا المقياس نظام حكمها غير إسلامي، فنظام الحكم التركي بشكل صريح ومن فم أردوغان وبالفم الملآن هو نظام علماني، وهذه وحدها تكفي للقول عن التجربة التركية أنها تجربة علمانية مخالفة بشكل واضح وصريح للإسلام.

 

ولكن لأننا للأسف في وقت أصبح استيعاب الحقائق يحتاج مليون دليل ودليل وقد لا يحصل الفهم بعده، فسنكمل بإذن الله تعالى، نعم النظام التركي نظام علماني ومعنى ذلك أن التشريع والسيادة في وضع القوانين هي للبشر أي أن البشر يضعون النظام الذي يطبق عليهم من ذات أنفسهم، لا بل ويحاربون فكرة أن يكون التشريع للقران والسنة لأن هذا يهدم العلمانية.

 

أما من حيث السلطان فإن حزب العدالة والتنمية بشهادة بعض المحسوبين على حزب العدالة والتنمية يخضع لأمريكا، ويخدم المصالح الأمريكية، وهذه مصيبة أخرى تجعل الحكومة لا تتخذ قرارات إلا بما يخدم المصالح الأمريكية، وهذه تجعل انعتاقهم من التبعية للغرب صعبة إلا أن يعلنوا قطعها جهارا نهارا.

أما من حيث البند الثالث وهو توحد المسلمين في دولة واحدة لقول الرسول صلى الله عليه وسلم ((إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما)) فان قيام الجمهورية التركية على القومية التركية واعتزازها بحدودها الوطنية يخالف هذا الأمر مخالفة صريحة، وهذا فيها نقض للأساس الثالث.

 

ومن حكم الشعب في وضع القوانين وعدم الاحتكام للقران والسنة فقد نقض الأساس الرابع تلقائيا، ومن هنا يتبين أن نظام الحكم التركي يخالف نظام الحكم الإسلامي مخالفة واضحة بينة بلا خلاف.

 

علاوة على أن هذا الكيان التنفيذي ينفذ المفاهيم والمقاييس والقناعات العلمانية لا الإسلامية، فهو نظام علماني محض لا تشوبه شائبة.

 

أما النظام الاقتصادي في الإسلام فيقوم على أساس أن المال لله وان الله استخلف الإنسان للتصرف به وفق أمر الله، فالإسلام مثلا حرم الربا والقمار والشركات المساهمة والبورصات وحرم الاقتراض من الكفار لما يوقع الناس تحت هيمنتهم واعتبر أن أي تملك للمال من هذه الطرق حراما، ووضع للتملك الحلال طرقا منها العمل والحاجة للمال لأجل الحياة والإرث وإعطاء الدولة من أموالها للرعية والأموال التي يأخذها الأفراد دون مقابل مال أو جهد، ووضع لبيت المال واردات ونفقات، فمن واردات بيت المال الزكاة والخراج والغنائم والفيء والجزية والعشور وأما أبواب إنفاقه فهي كثير مثل مصارف الزكاة وإعطاء الرعية من أموال الدولة وإقطاعهم الأراضي لعمارتها وغيرها.

 

والاقتصاد التركي غير قائم نهائيا على هذه الأمور فاقتصاده قائم على الشركات المساهمة وعلى القروض الربوية وعلى البورصات (القمار بشكل موسع) وعلى الضرائب (المكوس)، وعلى ريع الدعارة والخمور والعري وشواطئ العراة، حتى أن اقتصاده قائم بسبب القروض الربوية والدعم السياسي الأمريكي له، والدولة التركية مدينة بأكثر من 507 مليار كديون خارجية حسب آخر إحصائية، ولا يوجد فيه لا غنائم ولا فيء ولا خراج ولا جزية لأنه لا يطبق الإسلام، ولا يوجد فيه جمع لأموال الزكاة وإنفاقها في أبوابها،وحتى لو نهض الاقتصاد وزادت أجور الناس فان هذا لا يجعل هذا فضيلة لاردوغان لأنه على غير أساس الإسلام، مثلما لا يجعل هذا الأمر فضيلة لأي حاكم غربي يرفع أجور الموظفين في بلاده ويحسن اقتصادهم، فأي اقتصاد قائم على ما حرم الله فهو مرفوض شرعا وستكون نهايته المحق والدمار ولو بعد حين.

 

أما النظام الاجتماعي والذي يعين علاقة الرجل بالمرأة والذي يفرض على المرأة طرازا معينا من العيش في الحياة الخاصة والعامة، فالإسلام مثلا منع التبرج والاختلاط وأمر المرأة بلبس الجلباب في الحياة العامة وحدد علاقة الرجل بالمرأة في الحياة بالزواج فقط وغيره من الأمور.

والناظر نظرة بسيطة يجد هذه الأمور غير موجودة في تركيا نهائيا، فالتدين مسألة فردية أي إن شاءت المرأة أن ترتدي اللباس الشرعي فلا مانع وان شاءت أن تتحول إلى درك الحيوانات من العري والزنا فلا مانع، وبيوت الدعارة مرخصة والخمور مرخصة وشواطئ العراة مرخصة، والانحلال الخلقي والاختلاط غير ممنوع، وهذه أيضا تجعل نظام الحكم التركي غير إسلامي.

 

أما في نظام التعليم فان الإسلام أمر أن يكون أساس التعليم هو العقيدة السلامية وما ينبثق عنها، وحرم تعليم أي شيء لا تكون العقيدة الإسلامية أساسا له، وللعلم فقط فان العقيدة تكون أساسا للمفاهيم الحضارية ،أما الأمور المدنية فتؤخذ من أي مصدر مثل الطب والهندسة والفلك وغيره، وبناء عليه فان تعليم الديمقراطية والعلمانية حرام وهذا من أسس التعليم التركي، أي أن أسس التعليم التركي تعلم عقائد كفر، وهذه لوحدها تنسف أن نظام التعليم نظام إسلامي

 

أما السياسة الخارجية الإسلامية فإنها مشهور وهي سياسة حمل الدعوة ونشر الإسلام في العالم، وصيغة الخطاب الإسلامي معروفة لدول الكفر وهي (الإسلام أو الجزية أو الحرب )على الكفار، وهذه السياسة غير موجودة نهائيا عند النظام التركي، فالعلاقات التي تقيمها تركيا مع الدول في العالم لا علاقة لها نهائيا في نشر الإسلام، فكلها علاقات محرمة شرعا، فمثلا تقيم تركيا علاقات صداقة مع دول الكفر ومع الأنظمة الظالمة في العالم الإسلامي وتدخل في تحالفات محرمة شرعا لا بل وتحارب الإسلام.

 

فالأصل في العلاقة مع الأنظمة في العالم الإسلامي أن تعمل تركيا على ضمها في دولة واحدة وهذا غير موجود.

أما العلاقة مع دول الكفر فالأصل أن تكون قائمة على نشر المبدأ الإسلامي فيها، ولكن نراها تقيم علاقات صداقة مع ألد أعداء الأمة (أمريكا وروسيا وبريطانيا وفرنسا ويهود) وعلاقتها مع أمريكا ليست صداقة فحسب بلا عمالة لأمريكا.

وهي تسمح للكفار ببناء القواعد العسكرية على أراضيها والتي تخرج منها الطائرات الصليبية لقتل المسلمين، وجيشها للأسف عضو في حلف الناتو الصليبي الذي يقتل المسلين، وهي تخدم مشاريع الغرب الاستعمارية في بلاد المسلمين وتشاركهم في حربهم على الإسلام تحت مسمى الحرب على الإرهاب، فهي ليست فقط لا تطبق الإسلام بل وتحارب الإسلام وأهله مثلها مثل جميع الحكام في العالم الإسلامي.

 

---------------------------------------------------------

 

والخلاصة أن نظام الحكم التركي في جميع أنظمته لا علاقة له بالإسلام نهائيا لا من قريب ولا من بعيد، ولكن يجب إيضاح نقطة مهمة وهي واضحة من سياق حديثنا ولكن قطعا للتنطع وهي كون أننا ضد حكم أردوغان العلماني لا يعني أننا مع الانقلابيين الكماليين العلمانيين، على العكس من ذلك نحن ضد العلمانية بجميع صورها، اللهم أن أردوغان طبق العلمانية حسب قانونها والذي يسمح للأفراد بحرية التدين، فالكماليين كانوا يمنعون حتى المظاهر الإسلامية نهائيا وكان الإسلام عدوهم اللدود، أما أردوغان فسمح للناس بذلك، ولكنه سمح للناس بذلك وأبقى تطبيق العلمانية كاملا في جميع أنظمة الحياة الخمسة، فهذا لا يعني انه أصبح إسلاميا وأن فعله يعتبر تجربة إسلامية.

 

وإن هذا الحديث وإن كان غريبا بعض الشيء عن أذهان الكثير من أبناء المسلمين فذلك لبعد الفترة التي عاشها الناس عن الخلافة، فطول الفترة جعلهم لا يعرفون ماذا يعني نظام الحكم الإسلامي (نظام الخلافة) فأصبحوا يتخيلون أن حاكما يحكمهم وهو يصلي ويقرأ القران فان هذا يجعل حكمه إسلاميا، واعتبروا أن سماح الحاكم للناس بحرية التدين يجعل حكمه إسلاميا، ولذلك يجب العمل مع الأمة على إيصالها صورة الحكم الإسلامي ونظام الإسلام الصحيح.

 

لكن الإسلاميين المعتدلين لو قرؤوا هذا الكلام واقتنعوا به لقالوا: أنهم لم يتمكنوا بعد من تطبيق الإسلام كاملا ولذلك لا مانع من التدرج في تطبيق الإسلام، فنقول لهؤلاء أن التدرج في تطبيق الإسلام لا يجوز شرعا [1]، وان الذرائع التي تتذرعون بها واهية، والذي نراه أن أردوغان طوال ثلاثة عشر عاما لم يتدرج في تطبيق الإسلام على العكس من ذلك رأينا "تدحرجا" نحو تمكين أحكام الكفر في تركيا، فلم نسمع مثلا أن الدعارة والعري بدأت تضمحل شيئا فشيئا حتى اختفت، على العكس من ذلك نرى بيوت الدعارة تزداد ونرى الٌقروض الربوية تزداد ونرى تمكين للكفار أكثر في تركيا مثل فتح القواعد العسكرية للكفار ونرى هرولة نحو التطبيع مع يهود، إذن ورغم أن التدرج حرام شرعا إلا أن نظام الحكم التركي لا يتدرج أبدا في تطبيق الإسلام، بل نظام الحكم التركي يتدحرج نحو تمكين أحكام الكفر في تركيا، وهذه تبطل حجة هؤلاء في تدرج حكومة أردوغان لتطبيق الإسلام.

 

ولهم شبهة أخرى وهي أن نظام أردوغان غير متمكن لذلك هو يطبق الكفر حتى يتمكن ثم يطبق الإسلام بعد التمكين، فهذه النقطة باطلة أولا من ناحية عقدية فالله لن ينصر أبدا من حكم بالكفر، ولم يرد أن الرسول ساير الكفار أبدا حتى تمكن بل الوارد عنه صلى الله عليه وسلم رفضه مسايرة الكفر رغم حاجته الشديدة لذلك، فالناحية المبدئية عند رسول الله هي المقدمة، ومقولته الشهيرة خير دليل على ذلك ((يا عمّ، والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره الله، أو أهلك فيه ما تركته))، وحتى لو سلمنا جدلا بأطروحاتهم فاليوم أردوغان بعد الانقلاب الفاشل متمكن ويمكنه تطبيق الإسلام، فهل سيطبقه؟؟ أم سيعودون لنا لأسطوانة التدرج؟؟؟؟.

 

أمر آخر وهو أن الإسلام ليس تجربة، أي أن الأحكام الشرعية ليست موضوع تجارب لنقول التجربة التركية والتجربة التونسية والتجربة الحمساوية وغيره، فالإسلام أحكام شرعية يجب تطبيقها كما نزلت، ولكن الذين يقولون بالتجربة هو أناس لا يجعلون الأحكام الشرعية مقياسا لأعمالهم بل المصالح والمنافع هي الأساس عندهم، فمرة يدخلون الوزارات ومرة البلديات ومرة يبقون في المعارضة ومرة يصلون كرسي الحكم ومرة يطبعون مع اليهود ومرة ومرة، وهذا لا يجوز شرعا، فالأمر يدرس دراسة شرعية ثم ينزل الحكم الشرعي على الأمر باجتهاد صحيح ثم يجب المبادرة إلى تطبيق الحكم الشرعي كما هو وفورا بدون تأخير ولا تسويف.

 

ولكن الأمر اللافت الذي لم ينتبه له هؤلاء أو تغافلوا عنه هو موضوع الكافر المستعمر وعلاقاته مع هذه التجارب، فالمتحدثين عن تركيا مثلا يغفلون كون حزب أردوغان حزب مدعوم من أمريكا ويغفلون أن النهضة التونسية مدعومة من بريطانيا بقوة ويغفلون أن أمريكا أوصلت مرسي للحكم وبعد فشله وإفشاله تم إسقاطه، ويغفلون أن حماس تم إيصالها إلى الحكم في غزة ليسهل السيطرة عليها ويغفلون ويغفلون. إذن إغفال دور الكفار في الحياة السياسية في العالم الإسلامي فيه جهل وأحيانا تغافل عن هذا الأمر، لان الحديث عن تجاربهم يجب أن لا ينفك عن الارتباطات بالدول في العالم الإسلامي وبدول الكفر.

 

أمر آخر يطرح وهو أن أردوغان ينال التأييد حتى من غير صفوف الإخوان المسلمين، فان الادعاء أن كل من يؤيد أردوغان من الإخوان المسلمين هو ادعاء باطل.

 

هذا الأمر صحيح، مع عدم إغفالنا دعم الإعلام الإخواني له، ودعم الإعلام التركي له، والترويج له على كثير من المنابر الإعلامية بدعم دولي واضح.

 

فهنا يجب النظر وفهم سبب تأييد الناس لأردوغان وسبب خروج الناس في تركيا ضد الانقلاب بشكل صحيح.

 

فالناس تؤيد أردوغان بعامتها ظنا منهم أنه يريد تطبيق الإسلام ويريد القضاء على العلمانية، وأهل تركيا خرجوا ضد الانقلاب لعلمهم السابق أن العلمانية الكمالية مجرمة شديدة العداء للإسلام، لذلك خرجوا هم الآخرين ضد هؤلاء المجرمين، ولم نجد مثلا في تركيا خروجا سببه شخص أردوغان فقط، حتى أن كثيرا من الناس خرجوا قبل خطاب أردوغان لهم بالخروج، إذن الناس تحب الإسلام وتطبيقه ولا تحب الديمقراطية، ويؤيد بعضهم أردوغان ظنا منهم انه يريد تطبيق الإسلام، والذي شوهد يوم الانقلاب من رفع صور أردوغان كان أغلبه خارج تركيا متأثرين من الدعاية السياسية لأردوغان وليس داخل تركيا.

 

والسبب الآخر لتأييد الكثير من الناس لأردوغان هو مقاييسهم المختلفة بالحكم على الأفعال، فنحن المسلمين لنا مقياس واحد هو مقياس (الحلال والحرام) وهذا المقياس الوحيد الذي ينبغي للمسلم أن يقيس به، وإذا رأينا عامة الناس الذي يؤيدون اردوغان ومنهم شباب الإخوان المسلمين نجد تلك المقاييس عندهم في خصوص أردوغان:

•             مقياس المصلحة: فهم يقولون أن رجل إسلامي يصل للحكم خير من علماني صريح العلمانية يصل الحكم، ولذلك فإيصال هذا الرجل أفضل لأنه مستقبلا سيطبق الإسلام حسب ادعائهم.

•             مقياس المنفعة: فأردوغان خفف الكثير من القيود الصارمة من عهد العلمانيين الكماليين، وهذا انفع لأهل تركيا من فترة حكم الكماليين وانفع لحريتهم.

•             مقياس التحزب: فالكثير من الأفراد بحكم انتمائهم لتيار الإسلام المعتدل تراهم يؤيدون كل من سار على نهجهم.

•             مقياس المفاضلة: وهو قياس الأمور بالتفضيل بين الأسوأ والسيء، فأردوغان أفضل من الكماليين العلمانيين، وأردوغان أفضل من كثير من الزعماء العرب.

•             مقياس "التعلق بالقشة": وهو قياس الناس الذين يبحثون عن أي أمل يتعلقون به، فأردوغان الذي هاجم يهود في خطاباته والذي دعم بعض اللاجئين السوريين أفضل من أناس لا يهاجمون يهود نهائيا ولا يؤذونهم حتى بالكلام، فتراهم يتعلقون بأي قشة في أي زعيم يظهر -ولو كذبا- عداءه للكفار لما يراه المسلمون من انبطاح كامل من الزعامات العربية.

 

والخلاصة أيها الإخوة الكرام أن نظام الحكم التركي هو نظام علماني، صحيح أنه يختلف عمن سبقوه من العلمانيين المجرمين ولكنه يبقى علماني، ولا مفاضلة بين العلمانيين، ومقياسنا كمسلمين هو الحلال والحرام وكل ما يطبقه أردوغان وما يفعله في نظام الدولة التركية لا يجوز شرعا، فهو مخالف مخالفة صريحة لنظام الحكم الإسلامي في كل جوانبه.

 

ونحن كمسلمين وجب علينا محاسبة الحكام حتى لو كانوا خلفاء عدول مثل عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وقصص محاسبته كثيرة، لكن العاطفة القوية والجهل يجعل أي محاسبة لاردوغان تقابل للأسف بالصد والسب والشتم رغم انك تقدم الأدلة الشرعية على ما تقول، وهذا بسبب الجهل الكبير بمعنى الحكم الإسلامي.

 

وطبعا فان الرأي العام الخاطئ يجب أن لا يساير أبدا فيجب العمل على تغييره ويجب الصبر على ما نلاقيه من الناس، فإنهم موضع عملنا، والتغيير بدون الأمة محال، وهي معركة بيننا وبين الكفار وعملائهم في تثبيت العلمانية في بلاد المسلمين أو قلعها من جذورها، ويجب العمل بكل جهد لكسب المعركة وإعادة نظام الحكم الإسلامي نظام الخلافة إلى الوجود.

 

وأخيرا نرسل رسالة من هنا لأردوغان:

إنك قد رأيت قوة الشعب التركي المسلم في تصديه للانقلابيين وأدركت حب الناس للإسلام -والذي لولا خداعك بحبك للإسلام لما وصلت الحكم-، ورأيت بعينيك كيف تتخلى أمريكا عن عملائها وما مبارك عنك ببعيد، وما مصير مرسي منك ببعيد، فإن انحيازك على جانب الشعب التركي ورغبته في تطبيق الإسلام ستكون خيرا لك في الدنيا والآخرة، أما إن بقيت تسير في ركاب أمريكا فاعلم أن العلمانية ودعاتها إلى زوال، وستزول معها ولن يذكرك التاريخ بعدها إلا باللعنات، فماذا تختار: عملا للإسلام والخلافة ورضا الرحمن وذكر مشرف في التاريخ أم علمانية زائلة ولعنات في الدنيا والآخرة؟؟.

 

وفي النهاية نسأل الله أن يعجل بالفرج لأمة الإسلام بإقامة الخلافة في القريب العاجل.

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

http://naqed.info/forums/index.php?showtopic=4872&hl=

السبت, 09 تموز/يوليو 2016 09:21
انتباه، فتح في نافذة جديدة. PDFطباعةأرسل إلى صديق

رمضان اليوم والبطولات

انتهى رمضان كما في كل سنة منذ هدم الخلافة ووضع المسلمين كما هو سيء لا بل يزداد سوءا في النواحي الاقتصادية والاجتماعية والأمنية والتعليمية، وهذا شيء طبيعي ما دامت الخلافة غائبة عن الحكم في العالم، أي ما دام الحكم بالإسلام غائبا، فتوقع عندها أن يبقى وضع المسلمين على ما هو عليه.

 

وقبل شهر رمضان دائما نلاحظ الإعلان في وسائل الإعلام عن أعمال لفنانين يوصفون بالأبطال في شهر رمضان المبارك تستهدف كما يقولون إمتاع المشاهد وملئ وقته وأحيانا يدعون أنهم يعالجون المشاكل الاجتماعية التي يرزح تحتها المسلمون، وتكثر البرامج الدينية في رمضان، وتكثر برامج الترفيه من فوازير وكاميرا خفية، ويصبح همّ التلفاز ملء بصر الصائم برمضان أينما قلب في المحطات الفضائية بكل ما يمتعه ويسليه، وفي نفس الوقت ما يفسد عليه شهر رمضان المبارك.

 

ولكن أولا دعونا نقف عند مفهوم البطل، فهل هؤلاء الفنانين والمغنين ولاعبي الرياضة أبطال؟، وهل يوجد أبطال حقيقيون هذا اليوم؟، وكيف يتعامل معهم الإعلام؟.

فالبطل هو الشخص الذي يقوم بأعمال شجاعة فيها إقدام وتضحية من اجل أهله أو شعبه أو عشيرته، وإذا حصرنا التعريف بالإسلام تصبح البطولة بما يأمر به الإسلام ويحث عليه، فمثلا شخص يسرق المال ليشتري به خمرا ليسقي الفقراء المظلومين لا يسمى بطلا عندنا لأنه ارتكب محرما في السرقة ونشر الخمور بين الناس، ومثلا امرأة تتاجر بثدييها لتطعم بذلك المساكين المظلومين فهذه المرأة عندنا ليست بطلة لأنها تمارس الفاحشة التي شدد الإسلام في تحريمها.

وهذا التعريف إذا جئنا نطبقه على الفنانين أو المغنين نراه لا ينطبق نهائيا عليهم فلا يطلق عليهم لقب أبطال، فالممثلين والمغنين عدا عن الاختلاط بينهم وكشف العورات والكذب والخداع الذي يمارسونه بتمثيلهم، فهم ليسوا أبطال، فالقضية التي يعملون من أجلها هي:

•             نشر ثقافة العري والتبرج والاختلاط بين الجنسين.

•             نشر الأفكار التي يريدها الحاكم بين الرعية.

•             إلهاء الناس عن الحل الصحيح لقضاياهم إلى حلول يريدها الغرب.

•             صناعة أبطال مخادعين مزيفين للأمة الإسلامية.

وفي موضوع الكاميرا الخفية نلاحظ أن هناك أشياء تحدث مثل إرعاب الناس وكشف أسرارهم وفضحهم، كل ذلك من أجل تسلية الناس في رمضان. وقس عليها برامج المسابقات أو الفوازير التي تقدم بطريقة فيها بشكل عام فتاة متبرجة وعادة ما تكون تجذب الرجال بكلامها، ويمكن مثلا الاستعاضة عن هذا البرنامج ببرنامج وثائقي مثلا يقدم كل هذه المعلومات في وقت لا يلهي الناس عن عبادتهم، فهي غير مفيدة علاوة عن إلهائها للناس عن العبادة في رمضان وصرف أنظارهم عن المشاكل الحقيقية التي يعاني منها المسلمون، ولا تقدم فيها أسئلة تخدم الواقع الموجود.

أما البرامج الدينية فهي برامج مملولة تظهر الإسلام دين علماني ودين "أنت تسأل والشيخ يجيب"، والأسئلة متكررة كل عام، ويتم تقديم الإسلام بشكل بعيد عن الواقع المعاش، فلا ترى في البرامج المطروحة أي حلول للواقع الموجود، وان سمعت حلولا فهي غير صحيحة و تخدم الحكام الحاليين، ومواضيع الأخلاق وأحكام الصيام هي الغالبة على هذه البرامج، أما برامج مثل كيف نعيد البطولات القديمة من تحريك للجيوش لتحرير البلاد المحتلة وتأديب أعداء الإسلام فلا تسمع لها همسا في هذه البرامج.

وفي موضوع الألعاب الرياضية نجد أن إطلاق لقب بطل على هؤلاء الأشخاص فيه نظر، فهل من سجل هدفا خدم شعبه أو عشيرته أو أمته مثلا؟؟؟

الجواب قطعا لا، وإذا دققنا في الهدف من هذه الأمور (أي الألعاب الرياضية) نلاحظ:

•             الهاء الناس عن الأمور المهمة وإشغالهم في أمور تافهة لا تفيد.

•             تضييع الكثير من الوقت في التدريب واللعب وتضييع الوقت في متابعة هذه الأمور مثل أن يقضي الشخص ثلاث ساعات في مشاهدة مباراة كرة القدم، وكثير من الوقت في مناقشة أخبار المباريات واللاعبين

•             تشجيع الاختلاط والعري خاصة في رياضة السباحة وغيرها من المباريات.

•             صناعة أبطال مزيفين للأمة الإسلامية وهذا يجب الحذر منه.

 

فالأبطال الغير حقيقيين هذه الأيام أنواع، منها:

•             أبطال وهميين مثل الأبطال الذين تصنعهم السينما مثل سوبرمان والرجل العنكبوت.

•             أبطال التمثيل وهم الأبطال الذي يبرعون في التمثيل وإخراج الفلم أو المسلسل في أداء رائع، ويلحق بهم المنتجين والمخرجين وكل ما له علاقة بالتمثيل، والمغنين ومقدمي البرامج.

•             أبطال الرياضة مثل أفضل لاعب أو أفضل مصارع.

•             أبطال السياسة، فان كان الأمر يتعلق بديننا وبمن يسمون أنفسهم قادتنا فنرى أن من يقدم على خيانة يسمونه (أي الغرب الكافر) بطلا مثل الهالك عرفات بطل سلام الشجعان، أما بالنسبة للكافرين فإن قادتهم يكونون أبطالا (بالنسبة لهم) لأنهم خدموا شعبهم وهذا ليس محل بحثنا.

•             أبطال العمل الصحفي وهم من يقومون ببذل الجهد في تقديم الأخبار والمعلومات التي تفيد أمتهم وشعبهم حتى لو أدى ذلك لأن ينالهم الأذى، وهذا ليس موضوع بحثنا فهو موضوع كامل بذاته.

 

هذا النوع من الأبطال الغير حقيقيين أصبح يطلق هذه الأيام بكثرة، والحقيقة أن لفظة أبطال لا تنطبق عليهم بالحقيقة، فالممثلون والمغنون بينا سبب عدم انطباق اللفظ عليهم من ناحية شرعية، وبينا سبب عدم انطباق اللفظ على أبطال الرياضة، أما الوهميون فلا حاجة لنقض أمرهم لأنهم وهميون، وأما أبطال السياسة فبينا أن من يظهرهم الإعلام هم الخونة مثل الهالك عرفات وجمال عبد الناصر وأردوغان، وأما من يخدمون أمتهم حقيقة فهؤلاء إرهابيون يعمل الإعلام على حربهم.

 

إذن الأبطال الذين نبحث عنهم هم الأبطال الذين ينقذون المسلمين من مآسيهم ويقبلون على هذه الأمور في شجاعة وإقدام ويمكن تخيل الأبطال في المجالات التالية:

•             في مجال محاربة الأعداء ومقاتلتهم ببسالة والاستعداد للتضحية بالنفس في سبيل ذلك.

•             في مجال الوقوف ضد الظالمين وعدم الخوف منهم وحث الناس على محاسبتهم

 

وهذه المجالات الأكيد أن الممثلين والمغنين ومقدمي البرامج وغيرهم ممن لهم علاقة بالعمل التلفزيوني لا يقومون بها بل يدعمون الظالمين في عدم إيجادها ويحاربون من يعمل لها بخداعهم وكذبهم في التمثيل، حتى المسلسلات التاريخية ينالها التشويه من قبل الممثلين.

 

أما لاعبو الرياضة فبطولاتهم لا ينالنا منها شيء يفيد اللهم إلا الأمور السلبية التي ذكرناها في الأعلى.

وبناء عليه فيمكن الحكم على خالد بن الوليد وصلاح الدين الأيوبي ومحمد الفاتح بأنهم أبطال للمسلمين في مجالات قتال الأعداء، ويمكن الحكم على شخص مثل الإمام احمد بن حنبل بأنه بطل في مجال التصدي للظالمين وعدم الخنوع لهم في مسالة شرعية، وكذلك الأمر شخص مثل الحسن البصري وسعيد بن جبير وغيرهم.

وهذه البطولات الحقيقية هذه الأيام بسبب تسلط هؤلاء الحكام على رقابنا ونشرهم لأسماء أبطال وهميين بل ومخادعين بين المسلمين ومزيفين لا فائدة ترجى منهم للمسلمين اللهم إلا الضرر للمسلمين وقضيتهم وهي الحكم بالإسلام، هذه البطولات الحقيقية لا نراها للأسف على الإعلام.

إن الأمة الإسلامية هي خير الأمم والخير موجود فيها إلى يوم القيامة وبسبب الظلم الشديد على المسلمين ظهر أبطال يعمل الإعلام المأجور على التعتيم عليهم ولا يذكرهم، واغلبهم في مجال الدعوة ومحاسبة الظالمين مثل الشهيد سيد قطب ومثل الشيخ تقي الدين النبهاني رحمهم الله، الذين واجهوا الظالمين، غير أن الشيخ تقي الدين النبهاني ورث للأمة الإسلامية حزبا يعمل على نهجه وما زال يرفد الأمة بأبطال جدد وهو حزب التحرير، أما الشهيد سيد قطب فانه وان لم يورث الأمة حزبا يسير على نهجه إلا أن سيرته العطرة باقية مخلدة في الأمة الإسلامية، وما زالت الأمة الإسلامية ترفد بمثل هؤلاء الأبطال الكثيرين الذين واجهوا الظالمين وتحملوا بطش الظالمين، فالأمة الإسلامية خير الأمم.

أما في مجال قتال الأعداء، فقد أثبتت الأمة الإسلامية انه يوجد فيها أبطال مستعدون للتضحية بأنفسهم في قتال أعدائهم، وقد سمعنا عن كثير من البطولات في الأعمال القتالية التي قام بها الحكام العملاء أو في الأعمال القتالية التي تقودها حركات إسلامية مجاهدة أو ما قام به البعض من أعمال فردية.

غير أن هذا النوع من القتال (وبالأخص قتال الجماعات الإسلامية وهو الغالب) بسبب التمويل من قبل بعض الظالمين وبسبب قلة الوعي فإنه ينحرف بصاحبه إلى ما لا يرضي الله والى أمور تغضب الله وتخدم الأعداء، مثل اختراق بعض الجماعات الإسلامية من قبل المخابرات وتنفيذ تفجيرات لا تخدم إلا الكفر وتشوه الإسلام والجهاد.

نعم الأمة الإسلامية امة الجهاد والقتال، ولن يعود رمضان شهر البطولات الحقيقية إلا إذا أقام المسلمون الخلافة وبدأت بتسيير الجيوش نحو الأعداء، عندها ستسمع عن البطولات في الحروب ضد الأعداء، أما البطولات في مواجهة الظالمين فهي كثيرة هذه الأيام ولكن الإعلام الخبيث الماكر يعتم عليهم ويظهر الأبطال الغير حقيقيين لنا ويفسد علينا كل عام شهر رمضان وباقي السنة.

http://naqed.info/forums/index.php?showtopic=4832&hl=

الجمعة, 24 حزيران/يونيو 2016 01:13
انتباه، فتح في نافذة جديدة. PDFطباعةأرسل إلى صديق

رسالة من أنديجان إلى كريموف

  في 13 أيار/مايو 2005 قام رئيس أوزبيكستان كريموف بالتعاون مع الرئيس الروسي بوتين بارتكاب مجزرة أنديجان دون تمييز بين الرجال والنساء والأطفال، بعد أن قام جلاوزته بإثارة النزاع بين المسلمين. وبعد المجزرة المشؤومة كتب أحد مسلمي أنديجان الرسالة التالية إلى كريموف، وهي تحتوي نداء إلى جيوش المسلمين. 

 «يا كريموف، إن كنتَ لا تعرفني فأريد أن أعرّف نفسي: أنا الأنديجاني أحد شباب حزب التحرير في أوزبيكستان، الذين يحملون الدعوة ضد نظامك العلماني الظالم بالكفاح السياسي والصراع الفكري، والذين اضطهدتَ وسجنتَ أكثرهم وعذبتَهم وقتلتَ بعضهم وأخرجتَ بعضهم الآخر من ديارهم وقابلتَهم بالعنف مقابل كفاحهم السياسي. وكذلك أنا أخو الشهداء والشهيدات من أهل أنديجان الذين خرجوا للشارع ليقولوا كلمة الحق أمامك بعد أن سمعوا الإشاعات بأن «الرئيس كريموف سيأتي إلى المدينة ليسمع مطالب أهل أنديجان...».

 ولكنك لم تجد الجرأة على الاقتراب من أختي بل قتلتها... وقتلت المسلمين المحتجين في مجزرة أنديجان... أخواتي العُزلوات خرجن للمحاسبة وأنت المدجج بالسلاح – بمساعدة أخيك بوتين – قابلتَهن بالقتل... أي أمرتَ جلاديك بإبادة المسلمين المحتجين من الرجال والنساء والولدان... لم أر أجبن منك بين الناس وأضل من الأنعام، ولم أر قردا يستأسد فيتجرأ على المستضعفين... يا أجبن الجبناء، لقد أصيبتْ أختي الضعيفة بعدة رصاصات أُطلقتْ من الطائرة العَمُودية بالمدفع الرشاش...   يا جزار أنديجان! يا قاتل المسلمين والمسلمات، إن كنتَ رجلا فأنا أدعوك للمبارزة.

 نعم، أنا رجل معاق جسديا، ولكن لا أخاف مثلك لأنني أحسبك شخصا قزَما... أنتَ كالحشرات إذ عندما كنتُ في أنديجان وحملتُ الدعوة الإسلامية لم تأل جهدك لتقبض علي رغم أنك تعلم أني رجل لا يحمل سلاحاً في الكفاح إلا الفكر والسياسة، وبالتالي أمرتَ زُمرتك ليقبضوا علي بكل ما في وسعك...

 يا جبان، تعال أمامي للمبارزة وأنا مسلح بالإيمان والقلم وأنتَ مملوءٌ بالكفر والحقد ومحصّن بالرجال المدججين بالسلاح. وسأنتصر عليك، لأنه لم يكن ولن يكون في التاريخ يوم انتصر فيه الكفر على الإيمان بل كان النصر دائما للمؤمن الذي يبارز لينال إما النصر وإما الشهادة!

  أيها المسلمون في العالم! إلى متى تقعدون عن تجسيد الأخوة فيما بينكم حيث قال رسول الله صلوات الله وسلامه عليه: «الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يُسْلِمُهُ»؟! فلا تسلموا الأمة للأعداء فتكونوا من الخاسرين.   يا جيوش المسلمين القابعين في ثكناتهم، إلى متى ستتقاعسون عن إنقاذ إخوتكم وأخواتكم ونسائكم وشيوخكم وأطفالكم من يد هذا الكلب؟! ألا يكفيكم دماؤهم الطاهرة التي سالت كالأنهار؟!، جيوش من أنتم، جيوش المسلمين الشُجعان الذين يدافعون عنهم أم جيوش الطواغيت حكام الضرار الجبناء؟! إن الأمة بريئة من الجيوش الجبناء الذين يقولون لها "اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون"! إنني أحسبكم غيورين على أعراض ودماء أبنائكم من المسلمين، أشداء على الكفار رحماء بينهم. متى تتحركون فتُسقطوا الجبابرة والطواغيت في بلاد المسلمين الذين التفوا على الأمة كالعلقة التي تمتص الدم – والعلقة عادةً تمتص دم الأمراض وتنقّيه من الجراثيم وتعالجهم من العلل بعد أن تعطيهم شيئا من الدواء من جسمها، أما الطواغيت فيمتصون الدماء النقية للأمة ليأخذوا منها القوة لأجسامهم وليقتلوهم.

  أيها المسلمون! أريد من هنا أن أدعو الله على كريموف فأمّنوا على دعائي:   يا هاديا من الضلالة، يا ناصر الفئة القليلة على الفئة الكثيرة، يا ذا الكبرياء والجبروت، إنا نسألك تنزل غضبك وسخطك على عدوك وعدونا وعدو المؤمنين «كريموف». اللهم انتقم منه ومن زبانيته، فإنهم يحاربون دينك ودعوتك ويقتلون من يرفع رايتك. اللهم عجّلْ بالفرج ويسّرْ نصرةَ دينِك. اللهم عجّلْ بالخلافة الراشدة حتى تنتقمَ من طواغيت أوزبيكستان ومن أسيادهم الأمريكان والروس، والذين باعوا الأمة في سوق النِخاسة وتآمروا على قضاياها. اللهم اقطع دابر كريموف واشف منه صدورنا. اللهم أحصهم عددا واقتلهم بددا ولا تغادر اللهم منهم أحدا».   - See more at: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/sporadic-sections/articles/political/37959.html#sthash.IpLPWOfg.dpuf

الصفحة 64 من 74

اليوم

الجمعة, 29 آذار/مارس 2024  
20. رمضان 1445

الشعر والشعراء

يا من تعتبرون أنفسكم معتدلين..

  نقاشنا تسمونه جدالا أدلتنا تسمونها فلسفة انتقادنا تسمونه سفاهة نصحنا تسمونه حقدا فسادكم تسمونه تدرجا بنككم...

التتمة...

النَّاسُ بالنَّاسِ ما دامَ الحـياءُ بــهمْ

نفائس الثمرات النَّاسُ بالنَّاسِ ما دامَ الحـياءُ بــهمْ والسـعدُ لا شــكَّ تاراتٌ وهـبَّاتُ النَّاسُ بالنَّاسِ ما دامَ...

التتمة...

إعلام ُ عارٍ

إعلام عار ٍ يحاكي وصمة العار      عار ٍ عن الصدق في نقل ٍ وإخبارِ ماسون يدعمه مالا وتوجيها         ...

التتمة...

إقرأ المزيد: الشعر

ثروات الأمة الإسلامية

روائع الإدارة في الحضارة الإسلامية

محمد شعبان أيوب إن من أكثر ما يدلُّ على رُقِيِّ الأُمَّة وتحضُّرِهَا تلك النظم والمؤسسات التي يتعايش بنوها من خلالها، فتَحْكُمهم وتنظِّم أمورهم ومعايشهم؛...

التتمة...

قرطبة مثلا

مقطع يوضح مدى التطور الذي وصلت اليه الدولة الاسلامية، حيث يشرح الدكتور راغب السرجاني كيف كان التقدم والازدهار في  قرطبة.

التتمة...

إقرأ المزيد: ثروات الأمة الإسلامية

إضاءات

JoomlaWatch Stats 1.2.9 by Matej Koval